محمد الطوير ما جد هذه الأيام من أحداث مؤسفة تورط فيها بعض الأشقاء الليبيين في المنطقة الحدودية مع القطر الليبي الشقيق، علاوة على كونه لم يكن متوقعا باعتبار ما يربط البلدين والشعبين الشقيقين من صلات أخوية موغلة في القدم، يشكل تطورا خطيرا قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية جدا على مستقبل العلاقات بين الطرفين ما لم تتضافر الجهود في مكافحتها والعمل لمنع تكرارها. فتونس التي لم تبخل عن مساندة الأشقاء الليبيين ومد يد المساعدة لهم أثناء المحنة التي واكبت ثورتهم على نظام العقيد الطاغية معمر القذافي، مقتسمة معهم لقمة العيش وموفرة العلاج والدواء لجرحاهم ومرضاهم وفاتحة الحدود لاستقبال الفارين منهم من أهوال القصف والقنص، رغم الظروف العصيبة وحالة اللاإستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي التي كانت تمر بها في أعقاب الإطاحة بحكم المخلوع بن علي، ما كانت تنتظر من أبناء الشعب الليبي وقياداتهم أقل من اعتراف بالجميل متمثلا في مزيد تعزيز العلاقات في شتى المجالات بما يخدم مصلحة الجانبين. قد نتفهم ان ليبيا تمر الآن بظروف استثنائية، بما يعني حتمية حدوث بعض المشاكل في المرحلة الانتقالية، التي من المفترض ان تبنى خلالها هياكل الدولة ومؤسساتها، بدءا بتشكيل قوات أمنية وجيش قوي على أسس علمية حديثة، لحماية الأمن الداخلي وحدود البلاد، خصوصا في ظل تفشي ظاهرة انتشار السلاح بين المواطنين والثوار على حد سواء، وهي ظاهرة من شأنها أن تشكل - في حال استمرارها - مصدر خطر للسلم الأهلي داخل القطر الليبي بالذات قبل غيره من الدول المجاورة. .. لكن في نفس الوقت لا بد من الإشارة أيضا إلى أن أمن المواطن ورجل الأمن والتراب التونسي لا يحتمل أي نقاش وبالتالي فالمطلوب من السلطات الليبية الجديدة راهنا المسارعة بإيجاد حل ناجع لهذا الاشكال وذلك باتخاذ اجراءات عاجلة لفرض التراتيب والمعايير المتوافق عليها على المعابر الحدودية بينها وبين الدول المجاورة لها ومن ضمنها معبر رأس جدير عبر وضعها تحت مسؤولية أعوان نظاميين ومهنيين من الشرطة والجيش والجمارك الليبيين. ان تونس تتعاطف مع الأشقاء الليبيين وتتمنى لثورتهم النجاح في تحقيق أهدافها في الديمقراطية والكرامة والعدالة، وهي تأمل عدم تكرار مثل هذه الحوادث والانتهاكات حفاظا على صفو العلاقات الاخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.