وأنت تدخل مدينة القصرين تعترضك شعارات كتبت بعديد الألوان وبمختلف الأحجام ولكنها تؤدي الى رسالة واحدة وهي الغضب الذي لازال يشحن صدور سكان الجهة فلا الثورة ولا الانتخابات ولا "التأسيسي" ولا حتى انتخاب رئيس البلاد قد محا شيئا من هذا الغضب الذي ترجمته الشعارات التي توزعت على اغلب الجدران الجانبية للطريق الرئيسية. إن "جرح" الجهة لازال ينزف ولم يندمل بعد بل زاد ألمه في أولى ذكرى لثورة 17 ديسمبر, وهو ما يعكس ضرورة الوقوف على تشخيص لحقيقة الوضع في القصرين. "الصباح" تنقلت اول امس الى القصرين في إطار الجولة التي أداها سفير الاتحاد الأوروبي بتونس مع عدد من الإعلاميين الى ولايتي سيدي بوزيدوالقصرين على هامش الاحتفال بعيد الثورة الأول. انطلقت زيارة القصرين من مدينة سبيطلة حيث التقى سفير الاتحاد الأوروبي بتونس عددا من شباب الجهة الذين قدموا لبحث تمويلات لمشاريع أتموا دراستها. وبالرغم من قطع احدى الطرقات التي تؤدي الى مقر ولاية القصرين تواصلت الجولة والتقى سفير الاتحاد الاوروبي بتونس, ادريانوس كوسترنروجت والي القصرين البشير البدوي الذي تحدث عن تشخيصه للوضع بالجهة مؤكدا " أنه طوال نحو أربعة أشهر على تعيينه لم يشهد الوضع استقرارا تاما رغم التطور على المستوى السياسي للبلاد.. ووصف ظروف العمل بالصعبة في ظلّ غياب حلول فورية لتركة المشاكل التي تعاني منها الجهة. وأكد الوالي " انه بات يتعذر علينا إقناع أبناء الجهة بالتحلّي بالصبر بالرغم من انه لا حلّ امام جميع الأطراف اليوم سوى التمهل ومنح الثقة للمسؤولين. ويرى والي الجهة ان عودة الاستقرار التام الى القصرين مقترن بتظافر كافة الجهود واقتناع أبناء الجهة بالرسائل التي وجهت إليهم من قبل لجان حماية الثورة, وأضاف " فاجأتني حقيقة الوضع بالقصرين والى حد اليوم عديد المشاريع معطلة. ومن جانبه خلص سفير الاتحاد الأوروبي الى استنتاج من خلال زياراته المتتالية (حيث لا تعد هذه الزيارة هي الأولى الى أبناء القصرين) وهو انّ ابناء الجهة على وعي تام بحاجياتهم مما يترجم إصرارهم على إيصال رسائلهم لبلوغ نتائج حقيقية انتظروها طويلا. أضف إلى ذلك تم التطرق للحديث عن بعض المشاريع المقترح انجازها في الجهة من مشاريع سياحة الصيد البري واحداث مراكز الاصطياف والسياحة الاستشفائية من خلال تهيئة بعض الحمامات. ولم تتوقف مطالب ابناء الجهة حتى يوم عطلة نهاية الاسبوع. حيث شهدت قاعة الاجتماعات بمقرّ الولاية لقاء جمع بعض ممثلي الجهة بالمجلس التأسيسي وهم ناجي غرسلي (الحزب الديمقراطي التقدمي) وكمال السعداوي ( حركة الديمقراطيين الاشتراكيين) ومبروك الحريزي ( القائمة المستقلة الوفاء) وبعض أصحاب الشهائد العليا من الذين دخلوا في اعتصام مفتوح منذ 13 سبتمبر 2011 للوصول الى بعض الحلول.. وتقرر البحث عن إمكانية وجود بعض الشغورات في المصالح الإدارية والعمومية بالجهة لانتداب مجموعة المعتصمين المتكونة من 18 من أصحاب الشهائد العليا. كما أعرب احد النواب عن تحفظاته بشان نتائج بعض المناظرات التي فتحت مؤخرا في سيدي بوزيد.. لم يفوت السفير في اول ايام جولته الذي تزامن مع احتفال سيدي بوزيد بثورة 17 ديسمبر فرصة الالتقاء ببعض شباب الجهة بمقر المركب الثقافي والشبابي حيث كانت تقام الاستعدادات لإحياء حفل الثورة.