أكد سمير بالطيّب عضو المكتب السياسي لحركة التجديد وجود نقاشات مع عدد من الأطراف المنشقة عن حزب التكتل من أجل العمل والحريات للالتحاق بالقوى الوسطية حتى تكون قادرة على التداول على السلطة وعلى بناء بديل سياسي يفرض نفسه في الساحة السياسية. وعلّل بالطيّب قوله هذا، بحضور أعضاء منشقين عن "التكتل" دون ذكر أسماء في الندوة الصحفية التي نظمتها أمس حركة التجديد وحزب العمل التونسي وبعض مناضلي القطب الديمقراطي الحداثي. وفي إفتتاحه الندوة أكد عبد الجليل البدوي أمين عام حزب العمل التونسي أن بناء حزب موحد للقوى الديمقراطية بات ضرورة حتمية وليس إختيارا. واعتبر أن العزيمة والإرادة السياسية الواضحة التي دعت إليها الأطراف المشاركة الخمسة ويقصد هنا ( آفاق تونس والحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد وحزب العمل التونسي والقطب الديمقراطي الحداثي) لبناء حزب موحد للقوى الديمقراطية، مازالت قائمة رغم إختيار الحزب الديمقراطي التقدمي وآفاق تونس والحزب الجمهوري الإسراع في العملية وإقامة تمش توحيدي يتّجه نحو بناء ليبرالي.
توحد الجناحين
ورجح البدوي إمكانية توحد الجناحين بما أن حزب العمل التونسي وحركة التجديد ومناضلي القطب الحداثي بصدد توحيد قوى اليسار الديمقراطي. وفي السياق نفسه دعا أحمد إبراهيم أمين عام حركة التجديد إلى إستخلاص الدروس والعبر من إخفاق النمط الليبرالي المتوحش. وإعتبر إبراهيم المبادرة التي تقدم بها حزبه والقطب الديمقراطي الحداثي وحزب العمل التونسي هي فرصة للعمل وفقا لمسار تشاركي ومنفتح بعيدا عن الإقصاء والمنطق الحزبي الضيق.
نقاط خلاف
وحول نقاط الخلاف التي حالت دون إلتحاق حركة التجديد بالجناح المتكون من الحزب الديمقراطي التقدمي والحزب الجمهوري وآفاق تونس أفاد رياض بن فضل عضو الديمقراطي الحداثي أنها تتعلق بطلب الحزب الديمقراطي التقدمي توحيد القوى السياسية ضمن هيكله القانوني ممّا فاجئ القوى الأخرى. وفي ما يتعلق بعدم إنضمام الحزب الاشتراكي اليساري في المبادرة التي دعت إليها الأطراف الثلاثة المذكورة أكد بن فضل وجود سوء تفاهم بدأ تجاوزه بعد إنعقاد الاجتماع الداخلي للقطب أمس (أول أمس) والاتفاق على خطوات ملموسة منها تنظيم إجتماع بداية الأسبوع المقبل بين الحزب الاشتراكي اليساري وحركة التجديد وحزب العمل التونسي لدفع مبادرة توحيد القوى الديمقراطية. وفي سياق حديثه دعا بن قضل مكونات المجتمع المدني والنقابيين والشخصيات المستقلة للضغط على الجناحين أي الوسط واليسار لدفع حركة التوحيد لان جزء كبير من الشرع التونسي ينتظرها. ودعا فاضل موسى عضو المجلس الوطني التأسيسي إلى تصدير الكتلة الديمقراطية التي ضمت التيارات السياسية المختلفة داخل "التأسيسي". وأكد موسى على حسم مرحلة التوحيد داخل قوى سياسية في أقرب الآجال خاصة وأن هذه التيارات ينتظرها مسار إنتخابي هامّ.