- في ظرف أسبوع واحد منع الدكتور يوسف الصديق من دخول الفضاءات العامة في مناسبتين من طرف جهات ذات توجه سلفي بما يدفع إلى دق ناقوس الخطر حول المخاطر التي تهدد اليوم الحريات الفردية وحرية الرأي والتعبير. وفي حديثه ل"الأسبوعي" قال الصديق «من المؤسف أن يتمّ منعي من المشاركة في عمل فكري بدار الثقافة بقليبية ثمّ يتكرر نفس السيناريو بعد أيام معدودة بجامعة الزيتونة بعد أن وجدت الترحيب في أكبر الجامعات العالمية بما يعني أن بعض الأطراف المتشددة تجاوزت كل الخطوط الحمراء. وما يؤلم أكثر أن الحكومة لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الممارسات المرفوضة والتجاوزات الخطيرة التي تواترت بل إنها سجلت تصاعدا يثير الكثير من المخاوف». عنف وتكفير وشدّد الصديق على أن عشرات الأشخاص منعوه من دخول الجامعة وكفروه بشكل يثير الاستغراب والتعجب وأضاف «لقد قال لي أحدهم «لابد أن تتوب إلى الله» فقلت له «هذه فرصة لتدلني على طريقة للهدي» فرد علي بغضب شديد «أن لا يتحاور معك. أنت تضرب بقضيب من حديد».. وواصلت هذه المجموعة هيجانها حيث اعتدت بالعنف على صحفية التلفزة الوطنية نجوى السويسي التي كانت تحاورني حول رأيي في الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع. ولم يتوقفوا عند هذا الحدّ بل إنهم وصفوا التلفزة الوطنية ب»التلفزة الوثنية» وهددوا بتحطيم الكاميرا». ولئن أشار الصديق على خطورة هذه التجاوزات باعتبار أن هؤلاء يعمدون إلى سلب المواطنين التونسيين فضاءاتهم العامة فإنه دعا إلى ضرورة ردع هذه الأطراف المتشددة والتعامل معها وفقا لما ينصّ عليه القانون بعيدا عن منطق «ربي يهديهم» لأن ما اقترفوه من منع المواطن من دخول الفضاء العام جرائم خطيرة لم يقترفها حتى الاستعمار على حدّ تعبيره. الإسلام ديني وشرفي وفي ردّه على سؤال حول مؤشرات مثل هذه التجاوزات الخطيرة وتداعياتها على المجتمع التونسي في هذه الفترة الحساسة قال يوسف الصديق «ما ترتكبه هذه «الذئاب المسعورة» من جرائم لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال.. فمن أنت لتحمي الدين الإسلامي.. كلنا نحمي الإسلام.. الإسلام ديني وشرفي.. أديت فريضة الحج في ثلاث مناسبات.. ضحيت من أجل الإسلام في أوروبا لمدة 30 سنة.. دافعت عن احتقار الإسلام والحضارة الإسلامية.. وأقنعت الطرف المقابل إلى أن أصبحت أكبر الصحف العالمية تخصص بعض صفحاتها للدين الإسلامي.. فهل يعقل بعد الترحيب بي والحظوة التي أجدها لأحاضر في جامعات أكسفورد وكامبريدج وليون تمنعني بعض الأطراف السلفية من دخول الجامعة الزيتونية بأسلوب أقل ما يقال عنه أنه مهين.. أول شخص منهم قال لي «أنت غير مرغوب فيك» سبق له المشاركة في اعتصام المنقبات بمنوبة». «راشد الغنوشي اعتذر لي» وفي سياق متصل أكد الصديق أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي اتصل به هاتفيا وأبدى تضامنه معه بقوله «السيد راشد الغنوشي صديقي وقد درسنا معا لمدة سنتين بالمعهد الثانوي بالمنصورة بالقيروان وهو براء من هذه الأطراف المتشددة وقد أبدى استياءه وغضبه مما حصل. وشخصيا طلبت منه ضرورة العمل مع بقية الأطراف على الدعوة إلى ردع الأطراف المتشددة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء لأن الحرب الفكرية تؤدي دائما إلى حرب أهلية وهي قاعدة رياضية.. للأسف ما حصل لي الأسبوع الماضي في مناسبتين جعلني متشائما وأرجو أن تتدخل الحكومة لوضع حدّ لهذه الممارسات الخطيرة التي تهدد الحريات وتدق نواقيس الخطر». محمد صالح الربعاوي