تابعت على الشاشة الصغيرة بعض التصريحات والخطب "النارية" التي ألقاها الرئيس الامريكي بوش الابن خلال جولته مؤخرا في عدد من الدول العربية والقدس المحتلة.. فضحكت مرارا.. كان الرجل يتحدث بلهجة توحي أنه واثق من نفسه.. ومن المعلومات التي يروجها في تصريحاته وخطبه.. مثل الزعم بان الاوضاع الامنية في العراق الان أفضل بكثيرمما كانت عليه في عهد صدام حسين؟! وأن خطرالتنظيمات الارهابية مثل القاعدة تراجع في العراق وكامل المنطقة؟!.. الخ غض السيد بوش الابن الطرف عن كون تنظيم القاعدة لم يكن له وجود ولا تاثير في العراق وجل دول المنطقة قبل مسلسل حروب بوش ضد شعوب افغانستان وفلسطين والعراق.. ونسي السيد بوش الابن ان الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية في العراق اليوم هي الاكثرتعقيدا وبؤسا منذ عقود.. وخاصة مقارنة بمرحلة ما قبل حروب البنتاغون ضد بغداد التي بدأت في الثمانينات.. وبصفة أوضح بعد احتلال قوات صدام حسين للكويت عام 1990.. أخبار غير دقيقة بالجملة تسمعها في خطب الرئيس بوش الابن.. يحاول أن يزين بها الفترة الاخيرة من دورته الثانية في البيت الابيض.. وقد سمع بوش اتهامات خطيرة جدا من قبل الاعلاميين الامريكيين وعدد من المرشحين لخلافته في البيت الابيض.. لا سيما من بعض مرشحي الحزب الديمقراطي مثل السيدة هيلاري كلينتون وباراك اوباما.. بعضم اتهم بوش الابن بالكذب.. وطالب بمحاكمته.. بتهم عديدة.. من بينها "الكذب.. ونشر الاخبار الزائفة"؟ لكن بوش الابن لن يسأل.. ولن يحاسب.. لأن التهمة الموجهة اليه ليست "الكذب على زوجته".. مثل الرئيس السابق بيل كلينتون.. الذي اضطر الى الخضوع الى استجوابات أمام القضاة والمحلفين.. وقع بثها مباشرة على الفضائيات.. حول علاقته الجنسية غير القانونية بالسكرتيرة مونيكا ليفنسكي.. بيل كلينتون اعترف بتهمة "الكذب".. لأن الكذب على الزوجة في "القيم" السياسية الامريكية ممنوع.. لكن الكذب السياسي الذي يهم أوضاع عشرات الملايين من البشر ومستقبل أكثرمن 130 ألف عسكري أمريكي.. من نوع المزاح.. والكلام المباح..