- تعكس التقارير الرسمية الصادرة عن وزارة الفلاحة وفرة في الإنتاج في عديد المنتوجات خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من 2011 و2010مع تقديرات إيجابية بالنسبة لمواسم الإنتاج الصيفي. وفي المؤشرات المعروضة علينا ما يطمئن على قوت التونسي وتأمين حاجياته الاستهلاكية وتلبية برامج التصدير.. إلاّ أنه بالنظر لما عرفته الأسواق من إرباك ومن تصاعد مشط للأسعار - وإن خفتت حدته في الأيام الماضية- لأسباب لم تعد خفية عن القاصي والداني في ظل تفاقم عمليات التهريب والإحتكار وتحويل وجهة أطنان من المواد يوميا من مسالك التزويد الداخلي إلى النقاط الحدودية ما جعل الحكومة تتفاعل مع صرخات استغاثة قفة التونسي وتعمل على التحرك للتصدي للتهريب وتكثيف المراقبة بالأسواق والتفاوض مع المهنيين في مواقع مختلفة للضغط على الأسعار وتدخلها بالتوريد لتعديل السوق كما حصل في البطاطا وقد يحصل بالنسبة للبيض في مستوى تأمين المخزون الرمضاني. التحرك وإن بدأ يعطي بعض أكله على مستوى تراجع الأسعار بفضل دخول الإنتاج البدري حلقة الترويج كما هو الشأن بالنسبة للفلفل والبطاطا وقريبا الطماطم فإنه لم يمر دون إثارة انتقادات جانب من المنتجين لا سيما بالنسبة للبيض وقرار تسعيره في مستوى الإستهلاك ما يعني ضمنيا تحديده على صعيد الإنتاج. وحتى التلويح باللجوء إلى التوريد لم يثن الكثير منهم عن موقفهم الرافض لقرار وزارة التجارة الذي تسانده الفلاحة. وهو ما يجعل من لغة الحوار والإقناع والتفاوض حول طاولة واحدة تضم الجميع دون إقصاء ولا تجاهل لهذا الطرف أو ذلك الوسيلة الأنجع لمجابهة غلاء المعيشة أساسا في المواد الغذائية الحساسة. ويكون التوافق في القرارات النابع من مراعاة المصلحة العامة قبل الخاصة في هذه المرحلة الإنتقالية الآلية الأجدى لضمان احترامها توازيا مع البحث عن حلول هيكلية لإشكاليات الإنتاج والترويج. إن اللجوء إلى التوريد يبقى أبغض الحلول ليس فقط للمنتج التونسي بل للإقتصاد ككل كما يذهب إلى ذلك الخبراء الإقتصاديون في تشخيصهم للظرفية الإقتصادية الراهنة خاصة على مستوى مدخرات العملة الصعبة التي أخذت آجال تغطيتها للواردات في التقلص وهو ما يفترض إنفاقها في مجالات حيوية تضمن إعادة توظيفها في حلقة الإنتاج بدل توجيهها للاستهلاك الصرف. موسم فلاحي واعد تبدو مؤشرات الموسم الفلاحي لسنة 2012 واعدة في معظم القطاعات نتيجة العوامل المناخية الملائمة. وإلى جانب الحبوب التي يتوقع أن تكون محاصيلها جيدة للغاية ويجري حاليا التقدم في الاستعدادات لإنجاح موسم التجميع، لا يتوقع هذه الصائفة مجابهة نقص في الأعلاف وقد تمت برمجة ما يزيد عن 22ألف هك أكثر من نصفها بمناطق الوسط والجنوب مع تقديرات بإنتاج أوفر من العادة بالنسبة للخرفان وذلك رغم آفة التهريب التي استهدفت قطيع الماشية. وبخصوص الأشجار المثمرة تفيد التقارير الفلاحية أنّ الحالة العامة لهذه الغراسات تعد مرضية رغم تسجيل بعض الأضرار على عقد الأصناف المتأخرة من الخوخ والتفاح الخرفي جراء الرياح القوية والأمطار المتزامنة مع عملية الإزهار. وتقارب الزيادة في الأصناف البدرية نسبة 10بالمائة . بالنسبة للتمور تم إلى مطلع هذا الشهر تصدير أكثر من 50ألف طن بمداخيل فاقت 173م د بزيادة ملحوظة عن الموسم الماضي في نفس هذه الفترة. في ما يتعلق بزيت الزيتون تقدر صابة هذا الموسم ب180ألف طن مقابل 120 الموسم الماضي و بلغت الكميات المصدرة إلى موفى مارس50ألف طن منها 3600طن معلبة مقابل ما يزيد عن 57ألف طن في نفس الفترة من 2011وسط توقعات صادرات جملية ب 140ألف طن إلى موفى 2012 وفي مجال الخضروات سجل موسم البطاطا البدرية وما قبل البدرية تقدما وينتظر أن يبلغ الإنتاج الجملي 35ألف طن منها9ألاف طن ما قبل البدري ويمكن الإنتاج من تزويد السوق إلى موفى ماي ليتم الربط مع الإنتاج الفصلي الذي سجل بدوره زيادة في المساحة الجملية المنجزة مع معاينة تراجع في البرمجة في عدد من مناطق الشمال بسبب كثرة الامطار وتغدق التربة. توقع انفراج أسعار الطماطم بالنسبة للطماطم التي برزت على سطح الأحداث هذا الموسم وكانت نجمة بورصة الأسعار بامتياز لدى الرأي العام رغم أنها لا تنتج شتاء إلا من خلال البيوت المحمية وتكون بالتالي كلفتها أرفع، يتوقع أن تشهد أسعارها في قادم الأيام بعض الإنفراج مع دخول الإنتاج البدري المحمي . إلى جانب الإنتاج الآخر فصلي المحمي من الفلفل الذي يواصل تزويد الأسواق حاليا والمقدر إنتاجه ب 12ألف طن يساهم الإنتاج البدري تحت البيوت المحمية في تزويد السوق بإنتاج في حدود 44ألف طن وتمت برمجة مساحة جملية للانتاج الفصلي ب16300 هك. وتقدر البرمجة بالنسبة للخضر الورقية الصيفية ب3500هك. وفي قطاع الألبان بلغ الإنتاج الجملي خلال شهر أفريل حوالي 107مليون لتر مقابل 103 م ل خلال نفس الفترة من السنة الفارطة مع توقع إنتاج جملي ب1136م ل . وعلى غرار السنة الماضية سيتواصل هذا العام العمل بتجفيف الحليب ويتوقع أن تفتح وحدة التجفيف أبوابها قريبا علما أن المعدل الذي يستوجب تجفيفه من الحليب يقدر ب12م ل . وفي مجال اللحوم الحمراء يلاحظ أنه رغم الزيادة في الإنتاج ب6بالمائة يشهد الترويج نسقا بطيئا خاصة على مستوى العجول الجاهزة للذبح نتيجة النقص في استهلاك اللحوم لغلاء أسعارها . ويتوقع ان يبلغ الإنتاج الجملي خلال شهر ماي الجاري حوالي 9300طن بين أبقار وضأن و400طنا بين إبل وأرانب . وفي اللحوم البيضاء سجل إنتاج أفريل حوالي 9608 طن ويتوقع زيادة طفيفة هذا الشهر وتتوفر مخزونات من الدجاج المجمد ب530طنا وبالتوازي سجل إنتاج البيض ارتفاعا خلال أفريل مقارنة بنفس الشهر من الموسم الفارط محققا أكثر من 141مليون بيضة لكن بالنسبة للمخزونات لرمضان لم ينجز سوى 13,5مليون بيضة من مجموع 55مليون وحدة مبرمجة وأعلنت وزارة الفلاحة أنه في حال عدم إنجاز المخزون سيقع اللجوء إلى التوريد. منية اليوسفي