بدعم واشراف من المندوبية الجهوية للثقافة بقابس وبالتعاون بين اللجنة الثقافية المحلية والمركز الثقافي وبلدية الحامة ينتظم اليوم وغدا ملتقى الطاهر الحداد للفكر الاصلاحي في نسخته الجديدة التي ستهتم بمحور الثقافة الوطنية بين تجذير الهوية والانفتاح على الحضارات بمساهمة نخبة من الدكاترة والأساتذة الجامعيين. ويعد هذا الملتقى من اهم التظاهرات الفكرية التي تشهدها ولاية قابس خاصة من حيث اهتمامه بعديد المواضيع والقضايا الفكرية ولاقترانه باسم احد رموز الاصلاح ببلادنا. وصاحب كتاب «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» الذي اثار ابان صدوره ضجة في عديد الاوساط لا سيما الاعلامية منها وقد سجل الملتقى خلال دوراته السابقة نجاحا هاما من خلال المواضيع المطروحة ومشاركة عدد من المفكرين والجامعيين من تونس وخارجها ويتضمن برنامج الملتقى لهذه السنة عديد المداخلات ستكون كالآتي: * تجذير الهوية في منظومة اصلاح التعليم الزيتوني (الطاهر الحداد انموذجا) الدكتور كمال عمران.. * الحداثة التربوية في فكر الحداد (قراءة في وثيقة التعليم الاسلامي وحركة الاصلاح في الزيتونة): الأستاذ مصدق الجليدي. * الوعي التاريخي في الفكر التونسي الحديث: الاستاذ جمال دراويل. * ملامح الشخصية التونسية عند النخبة في العصر الحديث: الدكتور عبد الرزاق الحمامي. وفي اليوم الثاني: مداخلة: قراءة في مواقف خيرية بن عياد (ثنائية الانفتاح والتمسك بالهوية) الاستاذ يونس وصيفي. * الوطنية والهوية في شعر الحداد: الاستاذ محجوب عون. * أسئلة الهوية اليوم: الاستاذ الصادق السعفي. * جذور تحرير المرأة في تونس حتى الطاهر الحداد: في البحث عن هويتها الاستاذ فتحي القاسمي. وقد ارتأى المنظمون للملتقى التركيز على محور الثقافة الوطنية بين تجذير الهوية والانفتاح على الحضارات ايمانا منهم بالرهانات المطروحة على ثقافتنا الوطنية ومساهمتها الفاعلة في اثراء الثقافة الكويتية وتجذير الهوية الوطنية بمفهومها الذي يتطلب التركيز على مستوى القيم الائتمانية ومن كل ما يتعلق بالانتماء الى تونس الوطن والدولة والتاريخ وجملة العلاقات التي تؤكد ارتباط بلادنا بالحضارة العربية الاسلامية وبالحضارة المتوسطية. وقد تبنت بلادنا مشروعا ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا يهدف الى تحديث المجتمع وجعله متأقلما ومنصهرا بكل تعقل وتبصر استعدادا للاتي واستشرافا للمستقبل وتضاعف العمل خاصة في المجال الثقافي حتى تكون التحولات الثقافية المسجلة في عالمنا اليوم اساس نظام انساني يعكس ثراء الحضارات البشرية المختلفة وما بلغت من نضج وتفتح وفي اطار قيم الثوابت الكونية واحترام مميزات المجتمعات وخصوصياتها حيث جاء خيار التعددية الثقافية والحوار بين الحضارات كخيار ثابت يعزز الهوية التونسية هذا الخيار الذي عرفته بلادنا من قرطاج الى يومنا هذا وجعل من المجتمع التونسي مجتمعا وسطا تسوده قيم التسامح والتعايش والتفاهم الثقافي الذي من شأنه ان يحقق الامن والازدهار للأجيال المقبلة ويدعم التعاون والتضامن بين الشعوب بما يثري حاضرنا بمناهل الماضي المستنيرة من كل الثقافات والمجتمعات..