شدني حديث السيد محمد بن سالم وزير الفلاحة، وهو يشرح الأسباب التي كانت وراء انقطاع الماء والكهرباء على عديد الولايات والجهات خلال هذا الأسبوع. فقد ابرز مسألتين كانت وراء هذا العطب، حيث أشار إلى أن انقطاع الكهرباء كان قد حصل نتيجة ما بلغته ذروة الاستهلاك من هذه المادة، وهي التي كانت وراء توقف تدفق الماء الصالح للشراب الموجه إلى جملة من الجهات في البلاد، وبين أن إصلاح العطب يتطلب وقتا، لذلك بقيت عديد الجهات بلا ماء ولا كهرباء. كلام صحيح يمكن أن نسلم به، على اعتبار أن هذا العطب وارد خاصة مع ما حصل من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، ولكن ما لا يقنع وما أثار قلقا لدى المواطنين في عديد الجهات هو أن بعض الفنيين والمهندسين والمسؤولين في شركة الكهرباء والغاز والصوناد إلى أن ما حصل يفوق طاقة الشركتين، ولذلك طال وقت إصلاح العطب؟ هذا الكلام مردود على أصحابه، وهو من قبيل التمويه لأن فنيي الشركتين ومسؤوليها، غير مقدرين بالمرة لأوضاع المواطنين الذين كادوا أن يهلكوا عطشا، وأن الأعطاب من هذا القبيل إذا سلمنا بأنها واردة، فان قدرات الشركتين بإمكانها تخطيها في وقت قصير. فلماذا كل هذا البطء في إصلاح العطب؟ أليس هو ضرب من التهاون والاستخفاف بمسائل حيوية تتعلق بحياة الناس؟
لقد سبق أن بلغنا الذروة في استهلاك الكهرباء في سنوات مضت، وانقطع الكهرباء، لكنها مجرد ساعة أو ساعتين، عادات بعده الأمور إلى نصابها، ولم يتخط الضرر ذلك ليؤثر على مادة الماء الصالح للشراب الذي يمثل وصوله إلى المواطنين مسألة حيوية لا يمكن الاستخفاف بها.
إن انقطاع الماء والكهرباء على جهات عديدة من البلاد يتطلب تدخلا فوريا، ويقتضي حضور كل المسؤولين بما في ذلك الوزير على عين المكان، كما أنه يتطلب خلية أزمة تتابع الأوضاع بشكل مباشر ودائم. فهل حصل هذا فعلا وتحرك مسؤولونا بقوة وسرعة أم أن الأمر لم يؤخذ على محمل الجد، ولذلك تواصل العطب وتواصلت معه معاناة الناس.