في ظل ماتشهده بلادنا من «انفلات» بيئي وما أنجر عنه من تدهور وصل حدّ تواجد الفضلات بكل الأماكن الحضرية والسياحية. ما ساعد على انتشار عديد الأمراض.هذا الوضع ازداد تأزما... مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي ساهمت في سرعة التعفنات التي صارت تهدد المواطن حيث ما وجد... وزارة الصحة وأمام ما سيواجه المواطن من تجاوزات مع حلول شهر رمضان تهيأت واستعدت لاستقبال الشهر الكريم. وذلك باتخاذ عدة اجراءات ووضع برنامج يقوم على تكثيف المراقبة الصحية. وقد انطلقت عملية المراقبة الصحية للمحلات المفتوحة للعموم والمواد الغذائية منذ يوم 20 جوان 2012 الى غاية دخول شهر رمضان هذه العمليات ستشمل كل وحدات تحويل المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع (الحليب ومشتقاته المصبرات الغذائية اضافة لمحلات خزن المواد الغذائية المعدة للاستهلاك) وقد ثبت لدى فرق المراقبة بوزارة الصحة أن عملية الخزن لم تعد تتبع في عديد المحلات المواصفات الصحية والسلامة الضرورية في ظل تخزين عدة مواد بأماكن ترتفع بها درجة الرطوبة ماساهم في تكاثر أنواع من الباكتيريا و»التعفنات» بمرور الوقت هذه الوضعيات الرديئة للخزن تساهم في اصابات متعددة لدى المستهلك تظهر تدريجيا مع تزايد تناول هذه المواد المخزنة. لذلك تقوم فرق المراقبة الصحية برفع عينات قصد تحليلها والكشف عن الملوثات الدقيقة التي يمكن أن تتسبب في أمراض خطيرة. كما يتنظر تكثيف حملات المراقبة والمعاينة على جلّ المحلات وذلك حسب خاصية كل جهة والتجمعات الغذائية وكذلك محلات الأكلات الخفيفة والمثلجات والمرطبات. مصدر مسؤول من وزارة الصحة لم يخف خوفه من تسبّب تراكم الفضلات خلال الأيام الأخيرة في انتشار عديد الأمراض وكذلك التسممات لذلك لا بد من مزيد تحسيس المستهلك بضرورة الوقاية الذاتية وحماية صحية من كل مصادر التلوث وتجنب استهلاك مواد مجهولة المصدر ولاتتوفر بها المواصفات الضرورية لسلامتها أو استعمال بعض المستحضرات. فرق المراقبة ومنذ انطلاق البرنامج قد سجلت 25 بؤرة تسمّم مست 236 حالة متسمم من بينها 25% بمادة الحليب ومشتقاته و20% بواسطة استهلاك اللحوم واللحوم البيضاء وعدد من الحالات بواسطة المثلجات أما عدد المحاضر فقد بلغ 3500 إنذار مع اقتراح غلق 62 محل كما تم لحد الآن إجراء 10645 تحليل عينات. مصدرنا بوزارة الصحة أفادنا أيضا بأنه تم حجز 90 طنا و300 كغ من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك منها 64 طنا من الخضر والغلال. المزابل مصدر إزعاج ولان انتشار الفضلات وتكدسها بعدة مناطق يساهم في انتشار عدة امراض اضافة للمظهر العام للمناطق الحضرية كان لزاما على البلديات الانتباه لهذه الآفة التي أضرت بعدة قطاعات أبرزها الصحة،السياحة التجارة. بحثنا في الموضوع فاتضح أن الثورة ومارافقها من أعمال فوضى أضرت بحوالي 3000 حاوية كما أن الاضرابات التي عرفها القطاع البلدي ساهمت في تراكم الفضلات وتواجد أماكن جديدة كمصبات عشوائية في عديد الأماكن القريبة من مناطق العمران... العاصمة وباعتبارها مرآة المجتمع التونسي فان الوضع البيئي تطلب أخيرا تدخل السلط المعنية بعد زيارة الوزير الأول. والانطلاق في حملة نظافة تزامنت مع اقتراب شهر رمضان ولهذا الغرض فقد تم توفير 350 حاوية في انتظار توفير الميزانية المقترحة لاقتناء 1000 حاوية اضافية مع تكثيف حملات المراقبة والتنسيق بين الأطراف المتداخلة قصد العودة بالوضع البيئي والصحي الى طبيعته الانتصاب الفوضوي وفي خصوص الانتصاب الفوضوي فان التراتيب البلدية بصدد وضع خطة للتقليص من هذه الظاهرة وماستخلفه من فضلات وذلك من خلال التنسيق مع عدة أطراف لتفادي ما سينجرّ عنها من مشاكل صحية يمكن أن يتعرض لها المواطن بعد استهلاكه لعدة منتجات مجهولة المصدر.