طاقات غنائية وإبداعية وحضور متميز على الركح للفنانة الأمريكية شاري ويليامز التي أبت إلا أن تسجل حضورها ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي في دورته 48 ليلة أول أمس. حضور متميز لفت الأنظار وشد الجماهير التي حجّت إلى المسرح بأعداد محترمة، حيث تفاعل الحاضرون بشكل مبهر مع القوة الصوتية والتمكن الصوتي للفنانة الأمريكية وانخرطوا في هستيريا من الرقص والغناء على نغمات أجمل وأشهر معزوفاتها في فن البلوز والسول. "شاري ويليامز" ذات الطاقة الفريدة لم تخيّب آمال الجماهير الحاضرة ذلك أنّ أغلب ردهات العرض غلب عليها جانب الفكاهة والمرح في حين أنّ معظم أغاني البلوز عادة ما تترجم الإحساس بالاضطهاد كالتفرقة العنصرية أو الحرب الأهلية والضجر عند خسارة حبيب.. ولكن على النقيض تماما استخدمت شاري ويليامز ليلة أول أمس فن البلوز كموسيقى صاخبة للرقص والاحتفال والبهجة إلى درجة تشريك البعض من الجمهور في لوحات راقصة لتلهب حماسهم وأحاسيسهم مما أدى إلى وقوف كل الحاضرين وانسجامهم مع حركاتها ومع إيقاعات القيثارة الكهربائية والبيانو والباتري الصاخبة التي تبتعد قليلا عن البلوز تارة وتدخل في عالم البلوز والسول الخالص تارة أخرى. أحاسيس صادقة المحافظة على ماهية موسيقى البلوز ليست بالأمر الهين بالنسبة إلى فنان يسعى جاهدا إلى أن ينوع في المقامات والإيقاعات ويستطرد أحيانا نحو إيقاعات أخرى مشابهة دون أن يخل بمميزات البلوز أو فن السول، إلا أن الأمر بدا سهلا بالنسبة إلى شاري ويليامز من خلال نقل الأحاسيس بطريقة جميلة وطريفة، تترجم صدقا واضحا في التعامل مع الجمهور. كما أنّ الملفت للانتباه هو أن عرض ليلة أول أمس بمسرح الحمامات غلب عليه الحضور المتميز للفنانة وروح الفكاهة التي اتسمت بها عاكسة أسلوبها في نقل موسيقى البلوز وثقافة البلوز إلى الأجيال اللاحقة حيث اعتمدت أحيانا على ارتجال بعض المقاطع المضحكة ومخاطبة الجمهور بأسلوب متفرد، لتكون العودة الى الموسيقى الصاخبة وايقاعات البلوز فجأة عبارة عن رجة فنية لذيذة تجعلك تتناغم وتندمج معها أثناء سماعها. الأمر الذي جعل الجمهور يطالب بمواصلة العرض بعد أن انسحبت شاري ويليامز من الركح تحت هتافات هستيرية فكان أن قبلت الطلب بكل لطف وأضافت حوالي ربع ساعة من أحلى المقاطع في فن البلوز.