للقرآن فضل الارواح في الاجساد جعله الله نورا يضيء ضياء الشمس في الآفاق فقد قال الله تعالى «وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي الى صراط مستقيم» (الشورى آية 52) هكذا خاطب الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم :هل تأملت في تأثير القرآن على العرب عندما كانوا مشتتين لا تجمعهم رابطة سياسية او قومية او دينية اذا كانت كثير من العادات السيئة تتحكم فيهم وبالقرآن تحولوا الى امة موحدة قوية تنشر الفضيلة في العالم، هذه الروحانية اشتملت على العلوم والتشريعات الدينية وهذا ما يثبت معجزة القرآن التي نزلت على رجل امي يأتي بمثل ما في القرآن بحجج وبراهين بعد ان قضى ثلثي عمره لا يعرف شيئا منها ولم ينطق بقاعدة ولا أصل من أصولها لأنه لم يوح اليه بالقرآن الا عندما بلغ سن الاربعين من عمره، ولهذا يأمر الله رسوله بمخاطبة العرب المتشككين «قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله افلا تعقلون» (يونس اية 16) إن قارئ القرآن بتدبر يلحظ انه صدق الكتب الالهية السابقة في صورتها الاولى الحقيقية، وقد طال الزمان على الكتب الالهية السابقة، وتناولتها الايدي بالتبديل والتأويل وبلغت الاختلافات الدينية مبلغا كبيرا، وكانت البشرية في خطر المروق من دين الله والاستسلام للوثنية والالحاد فاصبحت الحاجة ملحة لوحي من الله للحماية من التضليل والهداية الى سواء السبيل والخطر ان كل اهل كتاب يكفر الاخر وحصل الاختلاف في معرفة الحقيقة الالهية وكنه الدين فبين القرآن الحق من الباطل واوضح للناس ما غمض عليهم فخاطب تعالى رسوله «تالله لقد أرسلنا الى امم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب اليم وما أنزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون» (النحل ايتان 63 ? 64) ويشهد القرآن بان الله انزل التوراة والانجيل قبل نزول القرآن لهداية الناس فقال تعالى مخاطبا محمدا صلى الله عليه وسلم «وأنزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان» (ال عمران ايتان 3-4) اذا القرآن نور يهدي الى الحق وبيان للذين اختلفوا وكشف الغطاء عن الباطل حسا ومعنى، وانار نور الحق لعل ابناء ادم يعقلون ويفقهون ويتبين لهم بهديه الرشد من الغي فهو يهدي الى الحق المبين.