الجورشي: قبول الحركة بصيغة توسيع الائتلاف الحكومي مؤشر على شعور البعض بأن النهضة تمر بصعوبات جدية الجلاصي: التنوع موجود داخل دائرة الوسطية المعتدلة وليس خارجها ولم يتشكل في صلب جناح أو تيار كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن التجاذبات صلب حركة النهضة وانقسامها إلى تيار متشدد وأخر أقل تشدد وأكثر اعتدال.. وعن فرضية انقسامها السياسي الفعلي.. وعن تصدير الحركة لتجاذبانها الداخلية إلى الحكومة الأمر الذي جعل منها حكومة ضعيفة متعثرة في قراراتها.. وبعد التصريح الذي نشر لعدد من القياديين السابقين في حركة الاتجاه الإسلامي مثل حديث نجيب القروي طبيب حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقت والحركي السابق في حركة النهضة نقطة فصل وشبه تأكيد عن وجود إشكال داخل حركة النهضة.. وكان حافزا لتصريحات جديدة لمن داخل التنظيم في حد ذاته وبداية لنشر غسل داخلي لم نتعوده من النهضة التي عرفت بانضباط حركي مطلق لا خروقات فيه.. مؤشرات تخوف.. رأى صلاح الدين الجورشي المحلل السياسي أن "التجاذبات واختلاف وجهات النظر ليس بالأمر الجديد داخل حركة النهضة فاذا رجعنا إلى مؤتمراتها السابقة نلاحظ وجود هذه التيارات والتي تصل في بعض الحالات إلى الصراع الداخلي وهذا ما أكده أيضا المؤتمر الأخير للحركة حيث اتضح أن عناصر النهضة يختلفون حول عديد القضايا الأساسية دون الوصول الى مستوى الانقسام.. وفي الفترة الأخيرة تصاعدت فعلا أصوات من داخل الحركة تنتقد آداء الحكومة بشكل عام وكذلك آداء بعض الوزراء والمستشارين وطالب بعضهم بإقالة هذا المسؤول أو ذاك.. كما بدأ عناصر النهضة يدركون أن الرياح أخذت منذ فترة تجري بما لا تشتهي سفنهم وهو ما عمق الإحساس بالخوف من تداعيات ذلك على حظوظهم في المرحلة القادمة.." واعتبر الجورشي أن "قبولهم الآن بصغة توسيع الائتلاف الحكومي هو مؤشر على شعور البعض بأن الحركة تمر بصعوبات جدية، وبناء عليه فان ما يصدر من تصريحات هنا وهناك لا يحسب دائما على التكتيك والمناورة وإنما قد يعكس في هذا الوضع بالذات وجود اختلافات وتباينات حول تقييم الآداء وحول كيفية إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية." وحول مدى صحة فرضية الانقسام المرتقب بيّن الجورشي:"تتمتع النهضة بقدرة على تجنب النهايات التراجيدية والانقسام وذلك لاعتبارات تاريخية ودينية ولكن المؤكد أن النهضة ان لم تتدارك وضعها وتعدل في أسلوب تعاملها مع مختلف الأطراف فانها ستعرض بالتأكيد مصالحها الأساسية الى الخطر." أما عن تأثير الانقسامات الداخلية للنهضة على آداء الحكومة فذكر: "دون ذكر أسماء والدخول في المطبخ الداخلي لحركة النهضة والحكومة فان الأزمات المتتالية التي عرفتها الحكومة أو السلطة الانتقالية تدل بوضوح على بدايات فشل لطرق استئثار بجانب هام من القرار وهذا ستكشف عنه أي محاولة شفافة وعلنية لتقييم آداء 7 أشهر من الممارسة." واعتبر الجورشي أن "كل السياسيات القائمة على الاحتكار والاقصاء والتطرف لن تؤدي الى نتائج ايجابية سواء كان أصحابها اسلاميون أو يساريون وكما تحتاج السياسيات الى الحزم في المسائل الامنية تبنى على كثير من الليونة." الحركة توضح.. من جانبه أوضح عبد الحميد الجلاصي الناطق الرسمي باسم حركة النهضة في تصريح ل" الصباح" أن:"الحركة مبنية على التنوع وتعتمد تقاليد النقد الذاتي داخل الأطر بل هي تنشر حصيلة هذا النقد والتقييم بالخارج ولها تجارب فقد نشرت الحركة حصيلة نقاش داخلي وتقييم شامل في بيان بتاريخ 5 جوان 1996 وقد وعد المؤتمر الأخير باجراء حوار واسع لتقييم آداء مؤسسات الحركة يقدم للمؤتمر القادم خلال سنتين." وأضاف الجلاصي أن:" المشروع الاسلامي الوسطي المعتدل وتجسيده ضمن إطاره الواسع نجد تنوع فلكل فرد بصمة فلم نعتمد داخل الحركة مناهج تربية التنميط والقولبة وإنما نحتذي الاستقلالية الشخصية والمبادرة، ومن ثمة وبالاعترافات بحقيقة الاختلاف وامكانية التباين في وجهات النظر واعتبار ذلك عامل اثراء وسعي لتوفير الأطر الضرورية لادارة هذا الاختلاف والتنوع حتى لا يصبح عامل تفرقة وشقاق فاننا لا نخشى ما يمكن أن يقال هنا وهناك خاصة ان تستر صاحبه عن اسمه بل نقول هل هو موجود أو هو من اختلاق بعض وسائل الاعلام؟". وعن مدى تواجد تيار اكثر تشددا من غيره داخل الحركة قال الجلاصي:" هناك مشروع للحركة تبلور خلال عقود من الزمن ولم يكن بيان 6 جوان 1981 الا تتويجا لمخاض داخل الحركة ويتواصل هذا المخاض وهذا التدافع وان وجد تباين وتنوع.. وهو يوجد داخل دائرة الوسطية المعتدلة وليس خارجها ولم يتشكل في صلب جناح أو تيار كما يوجد في بعض الأحزاب على غرار الحزب الاشتراكي اليساري، هناك تنوع وهناك قاعدة عامة يدور داخلها."