نفّذت بلدية صفاقس أول أمس قرار هدم جزئي بالمقسم "23A" المثير للجدل في الشارع الصفاقسي بسبب الإخلالات المترتبة عن المضي قدما في بناء هذا المقسم المهدد لجمالية المدينة والتراث المعماري فضلا عن الانزلاق الأرضي المتوقع في مرحلة من مراحل البناء. تنفيذ قرار الهدم جاء في تصريحات رئيس النيابة الخصوصية الثانية لبلدية صفاقس مبروك القسنطيني خلال ندوة صحفية، أجاب فيها على أسئلة "الصباح" وتتصل بالشأن البلدي والوضع المعيشي والأزمات العالقة في هذا الصدد أهمها قرار تأجيل العمل بالمناطق الزرقاء بعد الكشف عن السرقات المسجلة للمعاليم المودعة بالعدادت الآلية لإيواء السيارات. جدل قانوني وقضائي حول المقسم "23 A " المقسم 23 A الذي فوتت فيه شركة صفاقسالجديدة لفائدة أحد الباعثين العقاريين الخواص والذي لا يحظى بموافقة إنشائه من السكان بعد تنظيم وقفات إحتجاجية مطالبة بإيقاف أشغاله، بات شاغلا أولويا بعد صدور عديد القرارات القضائية والإدارية المعارضة له وحتى المشرعة لتواصل إنشائه،أقر مبروك القسنطيني بوجود عديد الإخلالات التنفيذية من قبل االمستثمر الخاص الأمر الذي تطلب إصدر قرار هدم جزئي نفذ مؤخرا بحضور القوة العامة. وبرر القسمطيني قرار الهدم بأنه قرار معلل ومؤسس على صيغ قانونية فضلا عن أنه لم يأت سوى على الأعمدة التي فوجئ الجميع بإنشائها يوم رأس السنة الهجرية المنقضية في تجاوز لقرارات قضائية أستعجالية وإدارية علاوة عن قرارين لوزيري الثقافة الحالي والسابق بإيقاف المشروع باعتباره يشوه المعالم التراثية المجاورة لأرض المشروع على غرار جامع اللخمي ومقام الشيخ اللخمي وسوق قريعة وسور المدينة وغيرها. يذكر أن قرارا قضائيا استعجاليا صدر بإيقاف الأشغال في مستواها الحالي أي بالاكتفاء بالدورين تحت الأرضيين فحسب ومنع كل إنجاز معماري ما فوق ذلك. وجه المفارقة في هذا القرار التنفيذي أنه صدر ونفذ من البلدية وهي جهة شريكة وعضو مجلس إدارة لشركة صفاقسالجديدة ذات العلاقة القانونية بمشروع المقسم"A23" وبمشروع صفاقس الشهداء أو المسمى بصفاقسالجديدة. النظافة ومأزق مصبات النفايات أرجع رئيس النيابة الخصوصية أزمة النظافة بصفاقس جزئيا إلى مأزق المصبات البلدية الثلاثة وخاصة وضعية مصب طينة الذي استرجع مدعوو ملكيته الأصليين من آل عامر بعد صدور حكم قضائي عقاري ابتدائي يقضي بتسجيله لفائدتهم حيث استرجعوا بناء عليه ملكية العقار الذي أنشأ فوقه المصب، مبروك القسنطيني أكد وجود إخلالات قانونية أخرى في التعاطي مع المالكين الأصليين من خلال عقد الاستغلال الممضى معهم بسبب إهمال بعض الورثة مع عدم تسجيله إضافة إلى نقائص تتصل بعقد التوكيل للقابض المستفيد المقدم عن المالكين، وهو أمر عطل زمنيا الإستغلال الأمثل والكلي للمصب حسب القسنطيني. أما مصب معالجة النفايات الصلبة بعقارب فقد حالت إشكاليات تقنية دون استغلاله بفعل تراخيه مكانيا وأزمة الشاحنات والعربات المتخصصة في نقل النفايات المتقادمة والأعطاب الميكانيكية التي حالت دون توظيف مصب عقارب يسبب العجز عن إصلاحها بفعل غياب الثقة مع المزودين وإحجامهم عن التعاقد مع البلدية بسبب التلدد في الدفع وغياب المصداقية في استخلاص مستحقاتهم هذا الوضع أدى إلى تعدد النقاط السوداء المعروفة بتراكم أكوام النفايات المنزلية وحتى الصناعية في أنحاء شتى بالجهة. على أن اللجوء الظرفي إلى مصب حضائر البناء بالميناء ليس عمليا بسبب الإخلالات البيئية باعتبار قربها من وسط المدينة وما تنفثه الحرائق التلقائية من أدخنة خنقتها خاصة خلال الصائفة.. على صعيد آخر سجل رئيس النيابة الخصوصية ارتياحا جزئيا في باب نظافة المدينة بعد تنظيم حملات دورية ودائمة لرفع النفايات والفضلات المنزلية وغيرها من المصبات الفوضوية والعشوائية بمساندة ومشاركة ومبادرات من المجتمع المدني..