هناك جملة من الأسئلة باتت تطرح في الساحة الوطنية وتتطلب أجوبة عاجلة وواضحة، خاصة في ظل ما يحصل من مظاهر خطاب مزدوج بخصوص جملة من المسائل التي طال البت فيها وفي أسبابها. هذه الأسئلة التي تحير المواطن العادي تتصل أولا وقبل كل شيء بالاداء السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تمر به البلاد، في ظل التوترات التي باتت تهز عديد الجهات وعلى وجه الخصوص في ما يبرز من خطاب يعكس وجهات نظر مختلفة بين أحزاب المعارضة والحكومة من ناحية وبين أطراف في الحكومة ذاتها حول أبعاد التنمية وبرامجها والانجازات الحاصلة وغيرها من الجوانب التي تتصل بالحياة العامة ومجريات الأحداث اليومية. وفي نظرنا يبقى هذا الصراع الدائر والاختلاف في وجهات النظر فوقيا ولا يتصل في جزء هام منه بأسباب التوترات الحاصلة، وبالواقع اليومي والمعاناة التي يعيشها المواطن في علاقة بخبزه اليومي وبارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية وبغيرها من الضروريات الحياتية التي تمثل همّه اليومي. وجملة هذه الجوانب هي السبب الرئيسي في التوترات الحاصلة التي لم تعالج في يوم من الأيام بالشكل المطلوب ولم تواجه طبقا لما تتطلبه من بعد نظر بعيدا عن كل توظيف. إن إحساس المواطن العادي بما يجري حوله من صراع سياسي لم يعد يعني له أي اهتمام به وبشؤونه، وبذلك بدأ الانزلاق نحو تطليق الحياة السياسية والنفور منها، خاصة أنه بدأ يشعر أن الأهداف التي ناضل من أجلها أيام اندلاع الثورة بدأت تتلاشى وتغيب من أجندات كل الأحزاب السياسية. هذا هو الواقع الذي بدأ يترسخ في ذهن المواطن العادي وتؤكده الأحداث الحاصلة يوما بعد يوم في عديد الجهات، وهو أمر خطير لا يمكن الاستخفاف به أو تجاهله لأنه يمثل جوابا او رسالة توجه للحكومة أولا ثم ثانيا لكافة أطياف المعارضة. ولا شك أن الجواب عن هذا الموقف سيكون واضحا يوم تجرى الانتخابات التشريعية القادمة التي ستكون قياسا لكل ما قدمت يدي كل طرف.