في ظل العجز عن التصدي لارتفاع الأسعار في مادة الزقوقو التي جنحت عاليا رغم وفرة الإنتاج وتجاوزه الطلب مرتين، تبقى مسألة جودة المنتوج وسلامته الصحية من المسائل الأساسية التي يفترض أن تكون محل متابعة دقيقة ومراقبة صارمة للتصدي لأي تجاوز ولأي خطر تلوث بالطفيليات السامة لا سيما في مستوى الزقوقو المخزون من السنة الفارطة والأرقام تشير إلى توفر مخزونات بنحو100طن.يستوجي إحكام حفظها بعيدا عن الرطوبة. السؤال طرحناه على مدير عام حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة الدكتور محمد الرابحي الذي صرح ل"الصباح" أن نتائج التحاليل المخبرية المنجزة على عينات من الزقوقوعلى مر الفترات الماضية أثبتت خلوه من مادة الانفلاتوكسين باعتبارها من الطفيليات الملوثة التي يشجع على تفشيها عادة عنصر الرطوبة. وبحكم نقص الأمطار هذه السنة لم تبلغ الرطوبة درجات مرتفعة وهو ما حافظ على سلامة المنتوج. وإلى حد الدفعات الأخيرة من العينات الخاضعة للتحاليل كانت نسبة عدم المطابقة صفرا.ولم يقع حجز أي كمية، كما أكد سلامة الزقوقو المصنع. وبخصوص بقية المنتجات الغذائية التي تكون عادة عرضة لمخاطر الإصابة بالطفيليات إذا ما أسيئ حفظها وخزنها أفاد د الرابحي بأنها تعتبر إجمالا مطابقة لشروط الجودة رغم ضبط عينتين من الدرع والفواكه الجافة غير مطابقة لكنها لم تبلغ درجة التدخل للحجز. وتتواصل عمليات المراقبة المخبرية لدفعات أخرى من العينات التي يتوقع صدور نتائجها مطلع الأسبوع. وخلص المتحدث إلى الإقرارباستيفاء المواد المعروضة إلى حد الآن شروط السلامة. هذا من الجانب الصحي للزقوقو وأخواته من الفواكه الجافة فماذا عن القيمة الغذائية لصحفة العصيدة المستحضرة من الصنوبر الحلبي أو العصيدة العربي؟ القيمة الغذائية للعصيدة قبل الرد على السؤال أبدى الدكتور طاهر الغربي بصفته مختصا في التغذية قبل أن يكون مكلفا بالإعلام بمعهد التغذية عدم مناصرة فكرة مقاطعة العصيدة التي لوحت بها منظمة الدفاع عن المستهلك واعتبر أن الاعتدال في أكلها وفي التحكم في كمية الزقوقو لتحضيرها والمصالحة مع العصيدة العربي كفيل بحمل المواطن على التحكم في آن واحد في كلفتها وفي ضمان المنفعة الغذائية. وتحدث الغربي بإسهاب عن الأبعاد الغذائية لكل من الصنفين من العصائد وإن تبدو كفة العصيدة العربي أثقل ميزانا في تعداد خصائصها وأبعادها الغذائية حتى أن محدثنا دعا إلى إدخالها تقاليدنا الغذائية بتواتر وتناولها بشكل أسبوعي مع عقلنة كميتها لما تحتويه من مواد طبيعية غنية بالطاقة والسكريات البطيئة الأمتصاص. والاهم من ذلك أنها خالية من المضافات ومن الملونات التي تستعمل بكثرة لتزيين الزقوقو مع ما تشكله من مخاطر صحية. وتبقى رمزية العصيدة العربي أكثر دلالة وتعبيرا عن مظاهر الإحتفال خاصة أنها غالبا ماتكون حاضرة في مناسبات الولادة والأفراح. ولدى تحليله للخصوصيات الغذائية لعصيدة الزقوقو أفاد بأن 100غ من مستحضر الزقوقو دون كريمة وزينة يعطي 275سعرة حرارية.وبإضافة هذه الكماليات ترتفع الحريريات إلى595حريرة. وعلى رأي "الدكتور حكيم" يفترض التعامل مع العصيدة من باب "الذواقة وليس الشبعة" وينصح بتناولها في فطور الصباح باعتدال تام.