سجلت ليبيا في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي بخصوص عملية القدسالغربية موقفا يحسب لها وللدول العربية لما امتنعت عن ادانة العملية في حد ذاتها مطالبة باجراء متوازن وعلى ان يتضمن البيان ادانة للهجمات الاسرائيلية الاخيرة في قطاع غزة والتي ذهب ضحيتها أكثر من 120 شهيدا ونحو 350 جريحا الى جانب عمليات الهدم التي لحقت البنية التحتية ومنازل الابرياء من المدنيين. ان الموقف الليبي وبقطع النظر عن قتل الأبرياء من المدنيين والذي ترفضه كل القوانين والشرائع الانسانية يصحح مواقف الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي وخاصة المواقف الأمريكية منها المنحازة الى جانب الجرائم الاسرائيلية المرتكبة يوميا في حق الشعب الفلسطيني الأعزل وقضيته المشروعة باعتراف الأممالمتحدة نفسها وهي المواقف ذاتها التي دفعت المندوب الامريكي الى اتهام ليبيا بافشال ومنع المجلس من ادانة العملية الأخيرة فيما وجه المندوب الاسرائيلي كلمات حادة الى ليبيا متهما اياها ب«الارهاب». في الواقع ان المواقف الأمريكية والاسرائيلية ليست بمواقف جديدة وغريبة عن الرأي العام العالمي بصفة عامة والرأي العربي بصفة خاصة على اعتبار ما نراه من ممارسات يومية في الاراضي الفلسطينية وما يجري في افغانستان والعراق من جرائم وحروب ابادة في حق الشعوب تحت مبررات وشعارات لا ترقى حتى الى مستوى السخرية والادانة وهي الدول التي تدعي ريادتها في الديموقراطية وحماية حقوق الانسان في حين انها تتهم يوميا كل شكل من اشكال المقاومة بالارهاب والواقع انها من يمارس الارهاب المؤسس بعينه. ان دور مجلس الامن الدولي ليس الالتفاف على القضايا العادلة بقدرما هو الدفاع عن الشرعية الدولية والقضايا الانسانية بما فيها حقوق الانسان ايا كان جنسه او لون بشرته او انتماؤه العرقي او الديني بحيث لا يجب ان يتعامل المجلس مع هذه القضايا بمكيالين مختلفين كما هو الحال في قضية الصراع العربي الاسرائيلي: لا يحرك ساكنا عندما يقتل العشرات بل المئات من افراد الشعب الفلسطيني بواسطة آلة الحرب الاسرائيلية.. لكنه يقيم الدنيا ولا يقعدها عندما يقتل مدني اسرائيلي واحد بعملية تفجيرية.. لان قتل المدنيين مدان في كل الاحوال سواء كانوا فلسطينيين او اسرائيليين ام من أية جنسية أخرى.