مثلت أمام الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت متهمة في العقد الثالث من عمرها لمقاضاتها من أجل مسك واستعمال مدلس والتزوج برجل في حالة زوجية طبقا لمقتضيات الفصول 176 و177 و18 (من المجلة الجزائية ومجلة الأحوال الشخصية) وقد حضرت المتهمة معترضة على الحكم الغيابي الصادر ضدها والقاضي بسجنها لمدة 4 أعوام من أجل الجرائم المذكورة وعاضدها الدفاع في مطلب قبول الاستئناف شكلا فاستجابت المحكمة لهذا الطلب وقررت تأخير الجلسة إلى يوم 11 أفريل 2008 لاستنطاق المتهمة بما أنها كانت محالة بحالة فرار وإجراء المكافحات اللازمة. الوقائع تتمثل في كون المتهمة أصيبت بمرض فجئي وعوض أن تتوجه إلى طبيب الصحة العمومية بمستشفى حكومي للعلاج خيرت التوجه إلى عراف بالجهة وبما أنها تحمل مواصفات المرأة الشرقية كالجمال والقوام الممشوق فقد استغل العراف هذا الظرف وأدخلها في حالة شبه غيبوبة ولما استفاقت من غفوتها وجدت نفسها عارية تماما من ملابسها وعلمت فيما بعد أنها تعرضت إلى عملية اغتصاب ولما واجهت العراف بما حدث لها طمأنها داخل الغرفة ووعدها بالزواج على سنة الله ورسوله وكانت المتهمة أثارت دعوى عمومية لدى النيابة العمومية ببنزرت بعد أن علمت وأنها قد تزوجت برجل هو نفس الوقت متزوج بأخرى ومن هناك كان منطلق قضية الحال وقد صرحت المتهمة أثناء سماعها من طرف قاضي محكمة الدرجة الثانية بأنه لا علم لها بموضوع التدليس اطلاقا وللإشارة فإن العراف وهو متهم في نفس الوقت قد وقعت مقاضاته ونال جزاءه العادل بينما تعذر استنطاق المتهمة آنذاك لتحصنها بالفرار.