يؤرق النقص الكبير في الأعلاف بولاية تطاوين مضاجع المربين الكبار منهم والصغار لا سيما في هذا العام الذي لم تنزل فيه قطرة مطر ولم يبق من الكساء النباتي الجاف الا العشر تقريبا وبالتالي لا يفي بحاجيات القطيع المقدر عدده بأكثر من ثلاثمائة ألف رأس في المراعي المنتشرة والقريبة من مواطن العمران. ولا أدل على الأزمة الخانقة التي يشهدها سوق ومحلات بيع الأعلاف من الطوابير الطويلة التي تمتد كلما وقفت أمامها شاحنة تحمل الشعير أو"السداري". ولعل الطرق المعتمدة في التوزيع ساعدت على أن تلهب الأسعارأمام من لم يجد اسمه في قائمات التزود وتؤجج فيه الاحساس بالأزمة. الثروة الحيوانية مهددة مرة أخرى الحاج حامد حمودة "مربي" يملك أكثر من ألف وخمسمائة رأس من الضان والمعاز ترعى في منطقة "الوعرة" قال انه يحتاج يوميا الى طن من مادتي الشعير و"السداري" لسد حاجيات غنمه وهذا ما يصعب الحصول عليه وبالتالي فان تزويده بهذه الكمية لم يكن دائما في المتناول خاصة وان الجفاف يخيم فعلا على الجهة ولم يبق في المراعي الطبيعية الا القليل من النباتات الصحراوية "كالسبط" و"الرتم" مما يستوجب الاستعداد أكثر لفترتي الصيف والخريف لضمان محافظة القطعان على قدراتها الجسمانية لتحمل فترة الولادة الحالية وقيض الصيف وبرد الشتاء القادمين. ولا يرى الحاج حامد بدا من أن توفر الدولة الشعير العلفي و"السداري" للمربين وتدعم أسعارها لأنها الآن مشطة. أما السيد بلول صاحب نيابة لبيع الأعلاف بمدينة تطاوين فقد عبر عن حرجه الكبير في كل مرة من طلبات المربين التي تزداد يوما بعد يوم ومن مسألة الوصولات التي يحرم منها المربون الصغار واقترح تخصيص كمية في كل مرة لهؤلاء. ولاية تطاوين لا تفي بحاجيات قطيعها وقد شدد الدكتور البيطري محسن بوعجيلة رئيس دائرة الانتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية على ضرورة اعتماد الوصولات في التزويد حتى يتحقق التوزيع على أوسع نطاق ممكن ويشمل أكبر عدد من المربين. وأفاد بأن الوزارة حددت لولاية تطاوين خمسة وثلاثين ألف قنطار من الشعير وتسعة وعشرين ألف قنطارمن "السداري" شهريا الا أن "السداري" لا تتحصل الجهة الا على حوالي خمسين بالمائة من الكمية مما زاد في الاقبال على الشعير وطالبنا باضافة عشرة آلاف قنطار شهريا لمزيد تغطية الحاجيات وأرجع الأزمة الى عدم انتظام التزويد خاصة خلال شهري فيفري ومارس الجاري. وأشار الدكتور البيطري أيضا الى أن أسعار الأعلاف بأنواعها قد ارتفعت وخاصة الخشنة اضافة الى ندرة مادة الفيتورة وهي عوامل تؤثر مجتمعة على وضعية القطاع وهنا أشارأيضا الى أن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية تشجع المجمعات على جلب المزيد من الأعلاف بكل أنواعها وتدعمها بمنحة النقل للضغط على الأسعار وتوفير مخزون علفي يغطي حاجيات الولاية خاصة في هذه الفترة موضحا أن الأ غنام اجتاحت بعد الثورة كل المساحات التي تم"تقديلها" أي حمايتها لاستغلالها في مثل هذه الظروف. وعبر رئيس دائرة الانتاج الحيواني من جهة أخرى عن حاجة الدائرة والجهة عموما الأكيدة الى الاطباء البياطرة والموارد البشرية لانجاح حملات التلقيح المقررة خلال فترة الجز بداية من شهر ماي القادم.