ابو الحسن علي بن محمد الربعي المعروف باللخمي، وانما هو ابن بنت اللخمي، اصله من القيروان، ونزل صفاقس بسبب الفتنة، تفقه بابن محرز والتونسي، والسيوري، وغيرهم، واخذ عنه المازري، وابو الفضل بن النحوي، وغيرهما، وكان متفننا في علوم الادب والحديث والفقه، حسن الفهم، جيد الفقه والنظر، ابعد الناس صيتا في بلده، وبقي بعد اصحابه، فحاز رياسة افريقية جملة، وطارت فتاواه كل مطار، مشهورا بالفضل وحسن الخلق، له تعليق على المدونة شهر بالتبصرة، حسن مفيد، لكن نقل المعيار عن المقري ان اللخمي لم يحرره في حياته، فكان الشيوخ لا يستجيزون النقل منه كما يأتي في اخر الكتاب غير انني رأيت في «جذوة الاقتباس» ان ابن النحوي لما اخذ عنه طلب منه تبصرته فقال: تريد ان تحمل علمي على كفك الى المغرب، فهذا يدل على تحريره لها، واخذهم لها عنه في حياته، وله اختيارات خالف فيها من تقدمه، قال في «المدارك»: وربما أتبع نظره، فخالف المذهب فيما ترجح عنده، فخرجت اختياراته في الكثير عن قواعد المذهب. اه. وقد ضرب به المثل كما قيل: لقد هتكت قلبي سهام جفونها كما هتك اللخمي مدهب مالك واللخمي احد الايمة الاربعة المعتمدة ترجيحاتهم في مختصر خليل حتى في اختياره من عنده رغما عما قاله عياض. توفي بصفقاس سنة 478ه ثمان وسبعين اربعمائة هجري هكذا في الحطاب اول شرح المختصر، وفي «معالم الايمان» واما ما في «الديباج» من انه توفي سنة ثمان وتسعين فلعله تصحيف. (انظر الفكر السامي في تاريخ الفقه الاسلامي تأليف محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي) وقد توسع محمد محفوظ في كتابه «تراجم المؤلفين التونسيين» في تقديمه ومما ذكره «نزل اللخمي بصفاقس على اثر زحفة الهلاليين وتفرق علماء القيروان ببلدان الساحل وغيرها واسس له مسجد درس به ونشر به علمه وبالخصوص تأليفه «التبصرة» و»صحيح البخاري» وهذا المسجد مازال منسوبا اليه» مضيفا «وهو ثاني مسجد لاقامة الجمعة في شهر صفر (1289ه/1877م) واضاف وقرأ على المترجم بصفاقس الامام المازري دفين المنستير (ت536ه/1141م) وغيره. وذكر مؤلفاته منها تعليق كبير على المدونة سماه «التبصرة» بسط فيه المشائل بحكاية اقوال علماء المذهب وبيان ما فيها من الخلاف، وفي الكثير يرجح بين الاقوال بمقتضى الادلة. ويختار منها ما يراه في نظره صوابا. (انظر تراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ).