بحضور مكثف لاهالي الجهة انتظمت أول أمس بمدينة مساكن ولأول مرة وبالتزامن مع ذكرى الشهداء تظاهرة تكريما لروح الشهيد في معركة جبل برقو أحمد الطيب العتروس أصيل قرية الكنائس وشقيقه المناضل الراحل بوراوي العتروس. وشارك في التظاهرة التي نظمها مكتب نداء تونس بمدينة مساكن عدد من الحقوقيين والسياسيين من عديد التيارات الديموقراطية المستقلة, جدير بالذكر ان التظاهرة التي حرصت على احياء ذكرى مناضلي المنطقة اعترافا بتضحياتهم من أجل استقلال البلاد كانت مناسبة للاستماع لشهادات اثنين من المناضلين ممن بقوا على قيد الحياة وهما المناضل يوسف المليح أصيل والمناضل محمد شويهد محجوب وكلاهما من مدينة مساكن.كما انتظمت بالكنائس مسقط رأس الشهيد تظاهرة مماثلة موثقة بالصور اعترافا بدوره في معركة جبل برقو. وتخللت التظاهرة التي انطلقت من ساحة الشهداء بالمدينة أناشيد وطنية استحضرت الملحمة التاريخية لمعركة برقو من 8 الى 13 نوفمبر1954 والتي كانت حاسمة في دفع مجرى المفاوضات مع فرنسا في الحصول على الاستقلال الداخلي. يذكر أن الشهيد أحمد الطيب العتروس من مواليد 1933 واستشهد في معركة برقو وهو في سن الواحدة والعشرين بعد ان كان قد خيّر الهروب من حرس الباي حاملا معه سلاحه شأنه في ذلك شأن رفاقه وبينهم على سبيل الذكر لا الحصر الشهيد محمد الصغير البرقاوي أصيل برقو والشهيد سالم بن أحمد الورغي أصيل مدنين والشهيد علي بن عمار القمودي أصيل المكناسي والشهيد عمارة بن عثمان بن عمارة الرحيمي وغيرهم من الشهداء الذين خيروا المقاومة المسلحة دفاعا عن حرمة الوطن والانضمام الى صفوف الفلاقة ورفضوا بذلك حياة الذل والمهانة طلبا للموت والشهادة من أجل أن تنعم الأجيال القادمة بالحياة على ارض تونس الحرة ومن أجل شعبها الأبي الذي عانق دون تردد ما قاله الشابي «اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر»... لحظة وفاء كانت ولحظة الوفاء ستبقى دائما وفاء لمن تطيب تراب تونس بدمائهم الطاهرة واعترافا بتضحياتهم من أجل البلاد.