تكتسي القيروان خلال الأيام القليلة القادمة أجواء ثقافية وفنية من خلال تجديد العهد مع مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان في دورته الثامنة عشرة التي تنطلق يوم 27 من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية 30 منه. وتسجل هذه الدورة برنامجا ثريا وشاملا لكل الفنون، يتضمن أحدث العروض المسرحية والسينمائية والموسيقية فضلا عن تخصيصه جانبا هاما للمجالس الثقافية والندوات الفكرية. كما تحافظ الهيئة المديرة للمهرجان على تقاليد هذه التظاهرة الدولية في الاعتراف بقيمة من قدموا وساهموا في إثراء الساحة الثقافية وطنيا ودوليا وذلك بتكريم نجوم المسرح والأدب والسينما والفنون التشكيلية وغيرهم. عروض لإبداعات تونسية سيكون للإبداع الفني في السينما والمسرح والفنون التشكيلية والموسيقى حضورا في هذا المهرجان الدولي بعرض وتقديم أبرز الأعمال والإبداعات في مختلف المجالات الثقافية في بلادنا. وسيتم في إطار الاحتفال بالسنة الوطنية للفنون التشكيلية تدشين معرض للفن التشكيلي التونسي بقاعة محمد الحليوي للمعارض تحت عنوان "رموز وذاكرة" ومعرض آخر في نفس الاختصاص لجمعية الفنانين التشكيليين بالجهة بالمركب الثقافي بالقيروان. إضافة إلى بعث ورشة للرسم المائي يشارك فيها ثلة من أهل الاختصاص على غرار عبد المجيد بن مسعود وعبد اللطيف الرمضاني ووليد الهلالي وشكري الفاسي وزياد العزعوزي وغيرهم. أما في الفن السابع فسيتم عرض فيلم "الخميس العشية" للمخرج محمد دمق وسيتم مناقشة العرض في جلسة، مخصصة لضيوف المهرجان، ينشطها فتحي الهداوي أحد أبطال الفيلم وبحضور عدد من الممثلين في هذا الفيلم كفاطمة بن سعيدان وسوسن معالج وعائشة بن أحمد. فيما تسجل الموسيقى حضورها خلال كامل أيام المهرجان وذلك بمشاركة كل الأنماط الغنائية تقريبا من خلال العروض التي تقدمها فرقة المعهد الجهوي للموسيقى بالقيروان وغيرها من الفرق الفلكلورية بالجهة أو المجموعة الموسيقية الشبابية spirituel band أو مجموعة الرقص التابعة للمركب الثقافي بالجهة بمسرح الهواء الطلق بدار الثقافة بالقيروان. فيما تحيي حفل اختتام المهرجان الفنانة علياء بلعيد بقاعة العروض بدار الثقافة. من جهة أخرى سيكون للأدب والشعر حضور أيضا في هذا المهرجان من خلال تخصيص أمسية شعرية في اليوم الثاني للمهرجان يشارك فيها كل من حسين القهواجي ومنصف الوهايبي ومحمد الغزي وفتحي النصري وغيرهم من تونس إضافة إلى سلوى مسعي من الجزائر وعبدالقادر الحصني من سوريا. ندوات فكرية ومجالس ثقافية وقد خصصت هيئة تنظيم المهرجان في دورته الجديدة جانبا كبيرا للندوات على اعتبار أن هذه المرحلة تستوجب تطارح حول جملة من القضايا الثقافية والفنية وبحث إمكانات تطويرها وذلك بمشاركة أكاديميين ومختصين من تونس ومن بلدان عربية ومغاربية. وتتمحور الندوات حول المشاغل الثقافية في بلادنا على غرار"الفنون والتراث اللامادي" التي يشارك فيها كل من محمد المهدي مقدود وعبد اللطيف مرابط من تونس وعبد الحق منصف من المغرب وعبد القادر البحصني من سوريا. ليتواصل نفس المبحث في الجزء الثاني من الندوة في اليوم الثالث للمهرجان بمشاركة كل من محمد الصحبي العلاني ولطفي عبد الجواد ووشامة العوني من تونس والمغربي عبد الحق منصف. كما تمت برمجة مجالس ثقافية ستخصص لمناقشة بحث مسائل فنية مختلفة ولكن في ربطها بالتراث اللامادي الذي يعد مبحثا هاما لسلطة الإشراف والمختصين في المجال بالجهة. فسيخصص المجلس الثقافي الأول لطرح مسألة "السينما والتراث اللامادي" في المجلس الثقافي الأول بمشاركة كل من سوسن معالج وعائشة بن أحمد وفاطمة سعيدان وفتحي الهداوي ومحمد الربعي ومصطفى النقبو وعبدالجليل بوقرة. من جهة أخرى سيكون محور المجلس الثقافي الثاني"الفنون والتراث اللامادي" ويشارك فيه كل من كوثر الباردي وفاتحة المهدوي وجميلة الشيحي وصباح بوزويتة وسليم الصنهاجي وعزالدين قنون والسيد العلاني وغيرهم من ضيوف المهرجان العرب. فيما يطرح المجلس الثالث مسألة "الفن التشكيلي والتراث اللامادي" ويشارك في طرحه كل من عادل مقديش وعمر غدامسي إضافة إلى عدد من الفنانين التشكيليين بالجهة إلى جانب الفنان المغربي مصطفى نافي. كما سيتم خلال هذه الدورة تكريم ثلة من رموز الثقافة والفنون في تونس وبعض البلدان العربية على غرار كل من عبد المجيد بن مسعود وسوسن معالج وعزالدين قنون ونجا المهداوي ومصطفى النقبو وفاطمة سعيدان من تونس وسلوى مسعي من الجزائر ومحمد نافي من المغرب.