تتعدد مظاهر الصعوبات التي يمر بها قطاع الصحة العمومية في الجهات الداخلية لتأخذ في بعض الحالات مظاهر غريبة لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها رغم أنها ليست بالمظاهر العويصة التي يصعب حلها. فخلال الأيام الأخيرة كنا قد أشرنا إلى ما يجري من صعوبات بخصوص توفير الإطار الطبي وشبه الطبي بكل من المستشفيين المحليين بجرجيس وطبرقة الذين تعطل نشاطهما رغم ما توفر بهما من معدات جديدة لتقديم الخدمات الضرورية لسكان تلك الجهات. وأمام غياب الإطارين الطبي وشبه الطبي في المستشفيين المشار إليهما اضطر السكان إلى التجمع والمطالبة بحضور هذا الإطار لكن دون جدوى، حيث مازالت الأمور على حالها ومازال الجميع يترقب تدخل وزارة الصحة العمومية لحل هذا الإشكال وتعيين أطراف صحية للعمل هناك. أما بالمستشفى المحلي بماجل بالعباس فقد أطلق الإطار الطبي وشبه الطبي العامل هناك صيحة فزع بعد أن عانوا من خطر بعد الأوبئة التي يمكنها أن تتسرب من المستشفى بعد أن شن العاملون فيه إضرابا عن العمل دام لحد الآن أكثر من شهر، وبعد أن تكدست داخل المستشفى أنواع النفايات الصحية الخطيرة وتراكمت ووقف العاملون هناك ليحولوا دون تدخل البلدية لرفع النفايات الخطيرة التي تراكمت هناك وباتت تهدد صحة الجميع من مرضى وإطار طبي وشبه طبي. هذا الواقع الصحي الخطير الذي ألمّ بالمستشفى وبالعاملين فيه أخاف الجميع فاضطر الأطباء والفنيين السامين والممرضين العاملين هناك إلى القيام بأعمال النظافة لكافة أقسام المستشفى مكرهين، وتجمعوا أول أمس أمام المستشفى للفت نظر السلط المحلية والجهوية وتدخلها قصد جعل حد لما يجري من إهمال للواقع الصحي ودرء كافة المخاطر التي يمكنها أن تنجر عنه، لكن أمام ما يجري من إهمال وتسيّب مازالت وزارة الصحة العمومية والمندوبية الجهوية للصحة غير مهتمة بالموضوع، حيث لم يصدر عنها ما من شأنه أن يحل المشاكل الحاصلة هناك رغم أن إضراب عمال المستشفى يتواصل لأكثر من شهر ونصف. فإلى متى يتواصل السكوت عن مثل هذه الحالات التي ما انفكت تتزايد في الجهات الداخلية يوما بعد آخر رغم أن أسبابها بسيطة ويمكن معالجتها من خلال إطلاق حوار جاد ومسؤول مع ممثلي عمال تلك الجهات الذين ما انفكوا يدعون إلى الاستجابة لمطالبهم البسيطة؟