تكرّر في الآونة الأخيرة إنقطاع الماء على عدد من أحياء مدينة طبربة بشكل ملفت للإنتباه حيث أصبح سكّان العرقوب والمحاجر على وجه الخصوص يعانون من هذا الإشكال لإمتداد فترات الإنقطاع منذ السّاعات الأولى من كلّ يوم إلى وقت متأخّر منه وهو ما أثار حفيظتهم وأجّج حميّتهم ليتطوّر الأمر وتأخذ ردّة فعلهم منحى خطيرا إذ قام بعض سكان حي العرقوب الأكثر شعبيّة بمحاولة إقتحام مقرّ شركة إستغلال وتوزيع المياء تعبيرا عن غضبهم وإستيائهم ليتمكّن الموظّفون من تهدئتهم وإمتصاص هيجانهم بجهد جهيد ودرء الأسوإ الّذي كان من الممكن حدوثه. "الصباح" تحدّثت إلى بعض هؤلاء الّذين أكّدوا نفاذ صبرهم أمام تواصل إشكال إنقطاع الماء خاصّة في شهر رمضان وفي فترات تكون فيها العائلات في أمسّ الحاجة إليه، فبالرّغم من لفت إنتباه الشّركة إلى ذلك مرارا وتكرارا فقد غابت الحلول ولم يلمسوا أيّ تحسّن في هذا الخصوص، وكنا قد أشرنا في مقالات سابقة إلى موضوع الإنقطاع المتكرّر للماء في المدينة غير أنّ إجابات الجهات المسؤولة كانت في كلّ مرّة تتحدّث عن إنقطاعات فجئيّة محدودة وقعت معالجتها حينيا وها أنّ الظّاهرة تمتدّ لتشمل أحياء لم تكن تعاني منها مثل حيّ الرّجاء وبئر الزّيتون كما الضّعف على مستوى الضخّ لأحياء أخرى مثل حي فلسطين وهنا تطرح عديد النّقاط الّتي من المفروض تناولها والبحث في حلول لها بأكثر جديّة ويمكن تلخيصها في الحالة العامّة لمسالك التّوزيع وما يرتبط خاصّة بالقنوات وحقيقة الأشغال الّتي تنجز عليها من وقت لآخر، كذلك واقع مراقبة الخزّانات وتعهّدها تقنيا وصحيّا فمنها من يفتقر لأبسط مقوّمات الحراسة والمراقبة على غرار خزّان شوّاط الّذي تعرّض في أكثر من مناسبة إلى عمليّات سرقة وتخريب. إنقطاع الماء المتكرّر طرح معه مسائل أخرى لا تقلّ أهميّة وتعنى بالذّات بسير العمل ونوعيّة الخدمات المقدّمة من الصّوناد في مدينة طبربة والتي تشكو من نقص أبسط آليّات العمل العصريّة كمنظومة الإعلاميّة الّتي كثر الحديث عن قرب تركيزها، إضافة إلى قلّة الإطار المختصّ وعلى رأسها المسؤول عن الدّراسات حيث أصبحت مطالب الرّبط بالماء تركن إلى الإنتظار مدة طويلة إذ تجاوز عددها العشرات دون النّظر فيها زد على ذلك تهرّؤ المبنى الخاص بالشّركة والّذي أصبح متداعيا ينبئ بالإنهيار في أيّ لحظة.. مسائل كثيرة وجب البحث لها عن حلول ولئن كانت المعاناة في حقيقتها لا تضاهي ما يعيشه مواطنو جنوب البلاد إلاّ أنّ متساكني هذه الأحياء من مدينة طبربة يطالبون الشّركة بتحمّل مسؤوليّاتها وتطوير آدائها لإيجاد الحلول الكفيلة والضّامنة لتدفّق الماء الصّالح للشّرب خاصّة وأنّ المنطقة تتركّز على مائدة مائيّة جوفيّة هامّة وعذبة وكذلك قربها من مصادر تدفّق المياه الآتية من الشّمال.