مثل «مرض» التدهور السريع في قطاع القوارص محور الندوة الوطنية التي نظمها الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل بالاشتراك مع المركز الفني للقوارص أمس الأول – الخميس- بإشراف رئيس الاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري وبمشاركة المدير العام للمركز الفني للقوارص وبحضور ممثلين عن مندوبية الفلاحة بنابل وعدد من المنتجين وقد أكد رئيس الإتحاد الوطني على أهمية قطاع القوارص لما يوفره من عملة صعبة للبلاد التونسية كمنتوج فلاحي متميز في مجال التصدير وخاصة نوعية المالطي التي تنفرد بها جهة الوطن القبلي منبّها لخطورة هذا المرض الذي أكتشف منذ سنة 2007 وأصبح يهدّد غابة القوارص ودعا للسيطرة عليه حتى لا يستفحل مثل اللفحة النارية بإيجاد الحلول العاجلة والوقائية والعلاجية الذي هو دور جميع الأطراف في مقدمتها البحث العلمي وقد شهدت الندوة تقديم 3 مداخلات، الأولى حول التعريف بقطاع القوارص بالبلاد التونسية قدمها المجمع الفني للقوارص عرض خلالها لمحة عامة عن القطاع وأبرز مواقع الإنتاج حيث تنفرد ولاية نابل بنسبة 75 بالمائة من الإنتاج الوطني للقوارص والبقية موزعة على جهات بن عروس والقيروان وبنزرت وجندوبة وزغوان.. في ما كانت المداخلة الثانية في جوهر موضوع الندوة حول مرض «التدهور السريع» قدمتها مهندسة بالمركز الفني للقوارص ركزت خلالها على التعريف بالمرض ومكان تواجده في العالم وأسباب انتشاره في بلادنا والذي يتمثل في نوع من الزيلي يساعد على تكاثره، مؤكدة على أن تلقيح أصول الأرنج يمكن أن يكون سببا في تكاثر هذا المرض. بينما كانت المداخلة الثالثة حول كيفية مقاومة هذا المرض والوقاية منه باتباع تقنيات تعقيم المعدات المخصصة للقص والزبيرة والنصح في الإسراع بالاتصال بالمركز الفني للقوارص للتدخل والقيام بالتحاليل اللازمة ومن جهتهم تطرق المتدخلون من المنتجين إلى عدة نقاط تمحورت بالخصوص في التساؤل عن المرض والوقاية منه والمطالبة بالتعويض للمقبلين على تقليع أصول القوارص، كما تساءلوا عن الخطة التي ستتبعها الدولة في قطاع القوارص للقضاء على هذا المرض الفتاك أينما وجد مع مطالبة وزارة الفلاحة بتوفير الإمكانيات المادية والبشرية للقيام بعملية مسح لغابة القوارص لمقاومة هذا المرض والقضاء عليه والدعوة إلى تكوين لجنة وطنية تضم أهل المهنة ممثلة في اتحاد الفلاحين والإدارة من مندوبية فلاحة ومركز فني للقوارص والبحث العلمي وقد أجمع المشاركون في هذه الندوة الوطنية التي ضمت منتجين وفنيين ومهنيين من مختلف ولايات الجمهورية المنتجة للقوارص على ضرورة ضبط خطة وطنية إستراتيجية لمقاومة هذا المرض منبّهين إلى أخذ الأمور بجدية وكل تأخير سيكون له تداعيات خطيرة على قطاع القوارص