هل تعكس التناقضات داخل حركة النهضة توزيع أدوار أم اختلافات حقيقية في المواقف؟ سؤال ياتي على خلفية الموقف الاخير الصادر عن المكلف بالإعلام والإتصال وعضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة نجيب الغربي والذي اعتبر في تصريح على امواج اذاعة "MFM "ان الحركة لديها العديد من التحفظات على المبادرة الأخيرة التي أطلقها الرباعي الراعي للحوار" متهما أصحاب المبادرة "بعدم الحيادية." ودعا الغربي الى "تدويل الازمة السياسية عن طريق الاحتكام الى الاممالمتحدة ". وقال في هذا السياق:" أن الخروج من الأزمة الحالية في تونس يمكن ان يتم بوساطة دولية وخصوصا عن طريق الأممالمتحدة ." نافيا ان يكون للجزائر أي دور رغم تدخلها في حلحلة الامور والذي بلغ حد طرح بعض النقاط في علاقة كل من النهضة ونداء تونس بالسلطة والمرحلة الانتقالية." ويعد موقف الغربي منافيا لموقف عضو المكتب السياسي لحركة النهضة ووزير الصحة العمومية عبد اللطيف المكي والذي كان ملاصقا لرئيس حركته ابان عودة الحوار بين النهضة والاتحاد العام التونسي للشغل بل انه حيث ثمن المكي في حوار لأحدى الصحف اليومية دور الأطراف الراعية للحوار سيما الاتحاد العام التونسي للشغل وقال " يجب ان لا ننسى ان نقدم تحية الى اتحاد الشغل على الجهود الكبيرة التي بذلها وحرصه على الوصول الى حل دائم يمكن من انهاء المرحلة الانتقالية بشرعة وسلاسة." وبدوره اكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في بيان سياسي مشترك مع شريكيه في الحكم التكتل والمؤتمر عن تثمينهم" للجهود التي بذلها الرباعي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين وللتوصل الى أرضية صالحة للحوار الوطني، وحرصها على انجاح الحوار من خلال التسريع بإنهاء المسار التأسيسي والتوافق حول البديل الحكومي، والوصول الى انتخابات نزيهة وشفافة في أقرب الاجال." وفي ذات السياق عبرت الحركة ايضا في موقف آخر عن اعتراضها الجوهري لما تضمنه نص المبادرة من تفاصيل تتصل خصوصا بمصادرة مهام المجلس الوطني التأسيسي باعتباره السلطة الأصلية المعبرة عن الإرادة الشعبية وتعويضه عمليا بالمنظمات الأربع التي ستكون "إطارا للتفاوض لحل بقية المشاكل الخلافية التي تعيق إتمام المرحلة الانتقالية.. ولإسناد الحكومة في مهامها". كما اعترضت حركة النهضة في بيان امضاه ممثلها نورالدين العرباوي في اطار الائتلاف الوطني (يضم 12 حزبا) عن طريقة تشكيل الحكومة المستقلة المفترضة والصلاحيات الممنوحة لها وعدم تحديد آجال لأعمالها واستقالتها واشتراط الثلثين لحجب المجلس التأسيسي الثقة عنها. بالإضافة إلى ما اعتبروه " التعسف الواضح في الآجال المقترحة لإتمام مختلف المهام المعروضة وعدم التوازن بين ما هو مطلوب من الثلاثي الحاكم وما هو مطلوب من بقية الأطراف عدم تضمن النص لأية التزامات من الأطراف الراعية للمفاوضات خاصة تلك المتعلقة بضمان هدنة اجتماعية ومناخ أمني ". وفي انتظار اجتماع مجلس شورتها وموقفه النهائي والحاسم يبقى السؤال المطروح هل تعيش حركة النهضة صراع المواقف ام هو مجرد تبادل للادوار وربحا للوقت؟