المعتمد يعد بتركيز مخفضات للسرعة... ضبطت احصائية في سنوات السبعينات تفيد ان مدينة المتلوي تتربع في المرتبة الثانية من حيث امتلاك اهاليها للدراجات النارية بعد ولاية صفاقس.. ولا غرابة في ذلك عندما يتعلق الامر باستعمال هذه الوسيلة من قبل عمال المناجم وغيرهم في تلك الفترة للتنقل وقضاء الشؤون وقد تضاعف عدد الدراجات النارية خلال العقد الاخير الى درجة انه اصبح كل فرد من افراد العائلة تقريبا يملك هذه الوسيلة التي تجوب الشوارع والانهج وتلتحم بالسيارات لتشكل مشهدا استعراضيا الفناه في مناسبات بحكم تنوع الدراجات منها ما هو محلي ومنها المورد من وراء البحار والذي تزدهر تجارته للراغبين من الشباب خاصة في امتلاك مثل هذه الاصناف من الدراجات النارية لما تتميز به حسب رأيهم من سرعة وصوت قوي للمحرك دون ان يدركوا ان هذا الصنف من الدراجات يستعمل في اغلب الاحيان ان لم نقل جلها في طرقات واسعة خالية من الحفر والمطبات وفي اماكن خارج مناطق العمران لتجنب الحوادث استفحال الظاهرة.. سجلت بسبب تفاقم الاعداد المهولة للدراجات النارية خاصة خلال السنتين الماضيتين احداث مؤلمة كان بالإمكان تفاديها لو وضع في الحسبان ان هذه الوسيلة جعلت فقط لقضاء الشؤون بدلا من استعمالها من قبل البعض للتباهي بها في الشوارع وفي الاحياء الشعبية واستعمالها للتسابق بسرعة جنونية والتجول بها امام المعاهد وغيرها من التصرفات والتي كانت سابقا محل اهتمام يومي من قبل قوات الامن في التصدي لها بقوة.. وقد افادت شرطة المرور والحماية المدنية ان عدد الحوادث التي تكون فيها الدراجات النارية سببا تشهد ارتفاعا ملحوظا سيما المتصلة بالسرعة وتناول المخدرات والمجاوزة الممنوعة في ظل جهل الثقافة المرورية للبعض.. لم نتمكن من الحصول على العدد الجملي المسجل من الحوادث واكتفينا بالإشارة الى ان حدوثها يتم يوميا وهذا يعد رقما مفزعا في حد ذاته.. الاكتظاظ وحالة الطرقات.. ولا شك فان اكتظاظ الشوارع بسبب الاعتداء على الارصفة من قبل المتاجر والانتصاب الفوضوي الذي اكتسح المدينة في غياب مرفق بلدي الى جانب الحالة المتردية للطرقات الرئيسية او الفرعية التي تشقها الحافلات والسيارات بالآلاف يوميا باعتبار ان المدينة هي نقطة عبور هامة تلتحم معها الدراجات النارية فتكون سببا رئيسيا في حوادث مؤلمة ذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر وكذلك اطفال وشيوخ ابرياء لم تتوفر لهم الحماية الكافية تجنبهم من حوادث هم في غنى عنها صبر المواطن نفد وأمام الوضعية المتردية التي تعيشها المدينة من فوضى عارمة في جميع المجالات الحياتية للمواطن وعدم اهتمام الاطراف المسؤولة بما يحدث تحول عدد من المواطنين خلال الاسبوع الجاري الى مقر المعتمدية احتجاجا على هذه الاوضاع التي تهدد حياة المتساكنين ومطالبة السلطة بوضع حد لتواصل هذا التيار المخيف والذي اعتبره البعض اعتداء على حرمتهم نظرا للضجيج الذي تحدثه الدراجات النارية في فترات الراحة وامام المدارس.. وقد وعد المعتمد بتركيز عدد كبير من مخفضات السرعة بالأماكن الحساسة مؤكدا على ان الاشغال ستنطلق قريبا.. مثل هذه الاشغال وغيرها على غرار اضواء المفترقات التي تساهم في تنظيم حركة المرور كان بالامكان انجازها منذ مدة في مدينة تتسع عمرانيا وديمغرافيا وتحتوي على اكثر من 20 مفترق للسكة الحديدية بحكم طابعها الصناعي المنجمي منذ اكثر من قرن من الزمن..