في خضم الجدل الدائر حول مجريات الحوار الوطني وفي ظل ردود الأفعال الصادرة عن بعض الأطراف السياسية التي رفضت الدخول تحت طائلته..انعقدت أمس الجلسة التمهيدية الخامسة والتي خصصت لمتابعة النظر في ملف الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات ، وقد تم في هذا السياق وضع مبادرتي النهضة وجبهة الإنقاذ على طاولة الحوار في مسعى توفيقي بين المقترحين.. وفي هذا الإطار تم أمس الإتفاق بين الفرقاء على دمج مقترح رافع بن عاشور و مقترح النهضة، وسيتم اليوم عرضه على اللجنة التشريعية صلب المجلس التأسيسي للنظر فيه وعرضه للنقاش و التصويت.. "عتيد" تشكك..وبن عاشور يدعم مقترح جبهة الإنقاذ وبخصوص بعض المواقف التي تذهب إلى عدم الجدوى مما يتم مناقشته حول هيئة الإنتخابات..انتقد معز بوراوي رئيس الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات "عتيد" التمشي الذي تنتهجه الأطراف المشاركة في الحوار الوطني، حيث اعتبر أنه من باب الإستحالة إجراء الإنتخابات في 2014 وفق المقاييس الدولية، خاصة في ظل إعادة فتح باب الترشحات لعضوية الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات..مشيرا إلى أن هذا التمشي سيفضي إلى إجراء إنتخابات في 2015 في الظروف العادية.. من جهته اعتبر أستاذ القانون الدستوري عياض بن عاشور في تصريح إذاعي أمس أن المجلس التأسيسي ارتكب خطأ جسيما عندما صادق على هيئة إنتخابات جديدة تعوض هيئة كمال الجندوبي، التي كان من الأجدى تجديد الثقة فيها ربحا للوقت..مؤكدا على أن مقترح جبهة الإنقاذ الذي قدمه رافع بن عاشور يبقى الأكثر واقعية والأكثر قابيلة للتجسيد في ظل الأزمة الخانقة وضيق الوقت، خاصة وأن هذا المقترح يفترض الرجوع إلى المحكمة الإدارية والعمل على تعديل بعض الأمور ولن يتطلب الأمر أسبوعين على أقصى تقدير..في حين أن مقترح حركة النهضة سيأخذ حيزا زمنيا كبيرا على حساب بقية المسائل المطروحة للنقاش على طاولة الحوار.. وفي ظل بعض التجاذبات الجانبية بين الأطراف السياسية المشاركة في الحوار الوطني، ينتظر أن تتأجل مسألة الحسم في ملف الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات إلى ما بعد عيد الإضحى وهو ما يؤثر على الإنطلاق الفعلي لأولى جلسات الحوار