تونس - الاسبوعي: انطلقت هذه الايام بمختلف المدارس الاعدادية بالجمهورية التونسية الحملة الاعلامية الخاصة بالتعريف بالمدارس الاعدادية التقنية التي شرعت في العمل في مطلع السنة الدراسية الحالية وسيتواصل تعزيز إحداثاتها لاستقطاب اكثر ما يمكن من التلاميذ ذوي المهارات والبراعات اليدوية ولهم ميولات للمضي قدما في التخصص في التعليم الاساسي التقني بدلا من التعليم العام.. وقد استهلت هذه الحملة الاعلامية بتوجيه الدعوة الى مدرسي المواد العلمية على اختلافها لحضور يوم تكويني بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين المستمر والتحاور حول منظومة التكوين المهني وما يمكن أن تحققه المدارس الاعدادية التقنية من إضافة لها سيما وأن إطار التدريس هو الاقرب من غيره لواقع العملية التعليمية واستحقاقاتها وفي ذات الوقت الصعوبات التي قد تواجهها. تحديات هذا وتجدر الاشارة الى أن وزارة التربية والتكوين قد أعدت لإنجاح هذه الحملة الاعلامية التي جندت لها المدرسين ومديري المؤسسات وثيقة مرجعية متكاملة تناولت مختلف الجوانب الخاصة بخوض تجربة المدارس الاعدادية التقنية في مثل هذا الوقت بالذات على غرار بعض التحديات الداخلية والخارجية كالعولمة ودعم القدرة التنافسية واقتصاد المعرفة وبروز مهن جديدة تتطلب من شاغليها اكتساب مهارات وقدرات تساعدهم على التأقلم السريع مع المستجدات والادوار الجديدة التي قد تقتضيها ..أما داخليا فمن أبرز التحديات المطروحة تطور منظومة العمل في بلادنا وبروز انماط جديدة يمكن الاستفادة منها وحتى تصديرها في اطار ما يعرف بتصدير الخدمات وحاجة الاقتصاد التونسي الى تكثيف نسيج المؤسسات الاقتصادية لاستيعاب الطلبات الاضافية لمواطن الشغل التي هي في زيادة مستمرة ارتباطا بزيادة عدد خريجي الجامعات وأصحاب الشهادات العليا. التكنولوجيا والأنشطة الخصوصية وفيما يتعلق بما يدرسه التلميذ في المدارس الاعدادية التقنية يذكر أنه يدرس كل المواد التي تدرّس في الاعداديات العادية مع إختلاف واضح في الحيز الزمني وضوارب المواد الذي يتم فيه التركيز على المواد ذات الصبغة التكنولوجية والانشطة الخصوصية التي تتم في الورشات والمخابر وهو ما من شأنه أن يمكّن التلميذ من القدرة على بناء مشروع يعتمد الطرق العلمية الصحيحة والتواصل شفويا وكتابيا باللغة المناسبة في مختلف الوضعيات التي يمكن أن تعترضه في مجال اختصاصه المهني فضلا عن حذق استعمال الآلات والأدوات الاساسية واستعمال التكنولوجيات الحديثة في أداء الأعمال الهندسية والتقنية.. كذلك من أهم المسائل التي يجب التوقف عندها في هذا الصدد ما تتسم به عملية الانتماء الى أحد المسلكين (عام أو تقني) من مرونة في الانتقال من مسلك الى آخر أو من اختصاص مهني الى اختصاص آخر في مختلف مراحل التعلم وهي خاصية من شأنها أن تحفز التلميذ على أن يتأقلم مع كل الفرص المتاحة له لاختيار المسار الدراسي أو التكويني الذي يرغب في مزاولته والحصول فيه على أرقى الشهادات و«الديبلومات» ..حيث أوضحت الوثيقة المرجعية انه يمكن لحاملي المؤهل التقني إجتياز امتحان الباكالوريا المهنية، كما يمكن للمحرز على الباكالوريا المهنية التوجه الى مؤهل التقني السامي او الى المسالك الملائمة في التعليم العالي الى جانب إمكانية التمتع بعد التخرج واقتحام سوق الشغل بفرص التكوين المستمر. «استفهامات وأمال» وما دمنا في بداية هذه الحملة التحسيسية بقيمة هذا التوجه التكويني يجدر التعريج على بعض الملاحظات التي أفرزها واقع المؤسسة التربوية وورد على لسان عدد من المدرسين وأهمها أن تخصيص يوم دراسي أو تكويني غير كاف لتوضيح كل الامور المتعلقة بالمدارس الاعدادية التقنية والاجابة عن مختلف استفهامات التلاميذ وأوليائهم.. ثانيا وهذا الأهم هل أن وزارة الاشراف وبعدد مدارسها الحالي أو حتى المبرمج في إحداثات السنة الدراسية القادمة قادرة على استيعاب التلاميذ الراغبين في الالتحاق بمسلك التعليم الأساسي التقني؟ وهل أتخذت كل الاحتياطات حول الاطار التدريسي الذي سيؤمن التكوين لمتعلمي هذه المدارس التقنية من دون التأثير السلبي على سير المؤسسات الاعدادية العادية؟ ثم أي مصير لتلاميذ السنوات السابعة أساسي من ذوي المعدلات الضعيفة ولهم قدرات ورغبة جامحة في الالتحاق بالتكوين المهني في احد الاختصاصات فلماذا لا يمكّن هؤلاء من فرصتهم للانخراط في منظومة التشغيل بدلا عن الوقوع في الانحراف والجنوح؟ أما الدعوة الاخرى والتي صدرت عن أكثر من مدرّس فهي توفير المخابر المتطورة والتجهيزات اللازمة لهذه المدارس التقنية حتى يتلقى المتكون تعليما تقنيا حديثا يضاهي ما هو قائم في البلدان الغربية والتي اتخذت كنموذج يحتذى في هذه التجربة حتى نلاقي نفس النتائج ويحالفنا النجاح.. سفيان السهيلي