سجل الميزان التجاري الغذائي خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2015 تحسنا في تغطية الواردات بالصادرات بما يقرب 105 بالمائة مقابل 54 بالمائة خلال نفس الفترة من 2014 وفق المؤشرات الصادرة عن وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري. وفسرت الوزارة هذا التحسن بنمو قيمة الصادرات الغذائية بنسق فاق قيمة الواردات (116 بالمائة مقابل 11 بالمائة للواردات) بفعل المستوى القياسي لعائدات زيت الزيتون التي مثلت 55 بالمائة في حجم الصادرات مقابل 17 بالمائة فقط خلال الفترة المماثلة من سنة 2014 فقد اثمر المستوى القياسي الذي بلغته عائدات زيت الزيتون تسجيل فائض مالي في الميزان التجاري الغذائي بلغ 143,3 مليون دينار مقابل عجز بنحو 1292,2 م د خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2014 وساهمت المبادلات التجارية الغذائية من جهتها، في تحسن إجمالي نسبة تغطية الواردات بالصادرات للميزان التجاري بحوالي 3,7 نقاط لتبلغ 68,9 بالمائة مقابل 65,2 بالمائة وذلك دون اعتبار المنتجات الغذائية. وحققت صادرات المواد الغذائية، من بداية السنة إلى موفى أكتوبر 2015 نموا بنسبة 116 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2014 وذلك بفعل التطور غير المسبوق لعائدات زيت الزيتون التي تضاعفت حوالي 7 مرات مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية لتصل إلى حدود 1786 م د بما يعادل 286 ألف طن من الزيت (منها قرابة 17,5 ألف طن معلبة بقيمة 146 م د) مقابل 47,4 ألف طن خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2014 وتشير نفس المعطيات، أيضا إلى تطور قيمة صادرات التمور بنسبة 22 في المائة لتبلغ 48,5 ألف طن بقيمة 372 م د مستقطبة ما يزيد عن 70 سوقا عالمية أهمها المغرب وفرنسا وإيطاليا وأمريكا وماليزيا. وتحسنت عائدات القوارص والعجين الغذائي ومحضرات الخضر والغلال بنسب ناهزت على التوالي 9 و19 و44 بالمائة مقابل نمو صادرات منتجات البحر الطازجة والمجمدة بحوالي 13 بالمائة من حيث القيمة بالرغم من تراجع محاصيل الإنتاج بنحو 5 بالمائة. وسجلت منتجات غذائية أخرى تراجعا في قيمة صادراتها على غرار الخضر الطازجة بنسبة 19 بالمائة من حيث القيمة و36 بالمائة من حيث الكمية جراء التقلص الهام لصادراتنا من مادة البطاطا والطماطم مع تقلص مبيعات الغلال الصيفية بحوالي 25 في المائة وخاصة منها الموجهة الى السوق الليبية. ومثلت قيمة الصادرات الغذائية خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2015، ما يقرب عن 14,3 في المائة من إجمالي صادرات البلاد مقابل 6,5 في المائة خلال نفس الفترة من سنة 2014 وبلغت قيمة الواردات الغذائية، إلى موفى أكتوبر 2015 ما يعادل 3106,7 م د مسجلة ارتفاعا بنسبة 11 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من 2014 بسبب زيادة وتيرة توريد بعض المواد الغذائية الأساسية كالقمح الصلب (+80 بالمائة) والشعير (+13 بالمائة) والسكر (+23 بالمائة) جراء تفاعل ارتفاع مؤشري الأسعار والكميات الموردة.