علمت "الصباح" أن وحدة أمنية تابعة للإدارة العامة للأمن الوطني كشفت - إثر عملية استخباراتية نوعية - ليلة أمس الأول النقاب عن خلية تكفيرية وصفت أمنيا بالخطيرة كانت تخطط لعمل إرهابي دموي بتونس الكبرى، حيث ألقت القبض على عدد من العناصر المتطرفة دينيا أدلوا باعترافات خطيرة تهدد الأمن القومي. الوقائع تفيد بان قوات الأمن الوطني، وفي إطار المجهودات المتواصلة للتوقي من المخططات الإرهابية التي تهدد بلادنا، وتعقب العناصر التكفيرية المنتمية للخلايا النائمة الموالية لما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي، توفرت لديها –إثر عملية استخباراتية نوعية- معلومات مؤكدة حول اندماج مجموعة من الشبان القاطنين بمنطقة حي التضامن بالأحواز الغربية الشعبية للعاصمة في أنشطة مشبوهة وربط علاقات مع إرهابيين في الداخل والخارج. ونظرا لخطورة المعلومات فقد أولاها الأعوان العناية اللازمة وراقبوا تحركات ثلاثة عناصر كلهم في العقد الثالث من العمر في كنف السرية، وفي ساعة مبكرة من ليلة أمس الأول استقل المتطرفون الثلاثة الميترو باتجاه حي الانطلاقة، وكانوا أثناء السفرة يتجاذبون أطراف الحديث حول التكفير، ونعتوا فيما بينهم أعوان الأمن ب"الخنازير" و"الطاغوت"، وهو ما أكد صحة المعلومات المتوفرة. قام الأعوان بإيقاف المتشددين الثلاثة واقتادوهم إلى المقر الأمني حيث بالتحري الأولي معهم اعترفوا بانتمائهم لخلية نائمة تخطط لعمل إرهابي نوعي يستهدف مقرا أمنيا ومجموعة من الأمنيين.. باستشارة السلط القضائية المختصة أذنت بإحالة ملف القضية على الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب للمصالح المختصة بالإدارة العامة للأمن الوطني. كشف المشتبه بهم عن المخطط.. عن الخلية.. عن عدد أفرادها.. عن انطلاقهم في التحضيرات.. ومع اعترافاتهم الخطيرة ألقى الأعوان القبض على عدد آخر من المشتبه بهم.. ليتبين مع تقدم الأبحاث الأولية خطورة المخطط، إذ كانت هذه الخلية الموالية لما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي تستعد لاستهداف منطقة الحرس الوطني 2 مارس بالتضامن وأعوانها. ووفق المعطيات التي تحصلت عليها "الصباح" فإن المشتبه بهم باشروا القيام باجتماعات مشبوهة داخل مسجد بحي التضامن بعد كل صلاة للإعداد للمخطط وبدأوا في جمع التبرعات لتمويل العملية كما انطلقوا في القيام بالتدريبات البدنية داخل قاعة رياضة تقع قبالة هذا المسجد، وكان من المنتظر بعد الانتهاء من كل مراحل التحضير اللوجستي والحصول على الأسلحة والذخيرة وربما حتى المتفجرات(قنابل يدوية أو عبوات ناسفة) استهداف منطقة الحرس الوطني 2 مارس بالتضامن ورصد تحركات عدد من الأعوان ثم قتلهم وذبحهم. هذا المخطط أحبط كغيره من المخططات الداعشية الإرهابية الدموية في المهد بفضل حالة الاستنفار التي عليها قوات الأمن الوطني وحنكة الأعوان وفطنتهم، ومن المنتظر أن يحال ملف القضية بعد استكمال الأبحاث على قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب لمواصلة التحقيقات. ص. المكشر جريدة الصباح بتاريخ 19 اكتوبر 2016