عرف دور المرأة بما في ذلك بعض النسوة التونسيات المتطرفات في التنظيمات الإرهابية تطورا ملحوظا فقد انتقلت من مرحلة التبعية من جمع للمعلومات واستقطاب إرهابيين جدد عبر الشبكة العنكبوتية إلى مرحلة القيادة وتكوين الخلايا والتخطيط لارتكاب عمليات نوعية دموية شرسة وهي بذلك تعيد صياغة دورها في التنظيمات الإرهابية وتحولها من مجرد أداة للمتعة وتلبية حاجيات عناصر الكتائب إلى عقل يدبر ويخطط ويفعل. "أم عمر التضامني" و"أم البراء" و"أم سيف" و"أم جهاد" و"أم المثنى" و"أم عبد الرحمان" و"رواسي" هن نساء جمعتهن شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى زعيمتهن التي تبلغ من العمر 26 سنة أصيلة جهة جندوبة متبنية للفكر السلفي المتشدد وتمكنت من استقطاب بقية الفتيات وكونت خلية إرهابية نسائية من أهدافها رصد الأمنيين وشخصيات وطنية بمؤسسات حكومية وتفجير سيارات أمنية. من هن الإرهابيات؟ الفتاة الثانية في الخلية تدعى (أ.ط) تبلغ من العمر 24 سنة عاطلة عن العمل وغير متزوجة أصيلة جهة شباو من ولاية منوبة وأما الثالثة فتدعى (ن.ح) تبلغ من العمر 45 سنة متزوجة ولها أبناء وهي عاملة تنظيف أصيلة جهة نابل والرابعة (ه.ح) تبلغ من العمر 43 سنة مطلقة وعاطلة عن العمل أصيلة زاوية الجديدي والخامسة تدعى (أ.ت) لها من العمر 35 سنة متزوجة وعاطلة عن العمل أصيلة جهة السمران بالعاصمة وأما السادسة فتدعى (إ.م) تبلغ من العمر 19 سنة عزباء وهي طالبة جامعية أصيلة جهة فريانة من ولاية القصرين والسابعة لها من العمر 37 سنة عزباء تعمل بشركة بجهة جندوبة وأما الأخيرة فتدعى (ت.م) طالبة جامعية لها من العمر 19 عاما وهي أصيلةالقصرين. زعيمة الخلية ذكرت عند التحري معها أنها زاولت تعليمها إلى حدود السنة الخامسة من التعليم الثانوي ثم انقطعت عن الدراسة بسبب سوء نتائجها وظلت بمنزل والديها إلى أن تمكنت من الحصول على عمل بمحل عمومي للمواصلات عملت فيه مدة سنتين ثم عملت مع شقيقها بمحل لبيع الخضر بمدينة جندوبة وانتقلت فيما بعد للعمل بمنزل رئيس منطقة الحرس الوطني بالجهة كمنظفة وبعد سنتين وقع فصلها من العمل فظلت عاطلة عن العمل طيلة سنة وبعدها قررت الانتقال إلى الوطن القبلي فعارضت عائلتها في البداية ثم تمكنت من إقناعها والتحقت للعمل بمصنع خياطة ثم عادت إلى عائلتها وظلت تتنقل في عملها من مكان إلى آخر ثم عملت في نزل وقالت إنها عاينت "الكفر" و"الفسق" و"الفجور" فقررت الالتزام دينيا وارتداء الحجاب وأصبحت منذ ذلك التاريخ مواظبة على أداء فرائضها الدينية وأصبحت تستغل صفحة على موقع "الفايس بوك" تحت اسم "دجو" وكانت كثيرة الإطلاع على الحسابات التي تروج للتيار السلفي الجهادي والمقاطع المحرضة عليه وتبحر إلى موقع شبكة الفرقان ومنبر التوحيد و"الجهاد" فقامت تلك المواقع بتنمية الفكر المتشدد داخلها. فكرة "الجهاد" هذه المتهمة قالت إنها كانت ترى أن "الجهاد" هو السبيل الوحيد لإقامة الشريعة الإسلامية في البلدان العربية حتى صادفت أن تعرفت على زوجة شخص يقاتل في سوريا ضمن التنظيم الإرهابي "داعش" وكانت تتبنى نفس الفكر المتشدد فتوطدت العلاقة بينهما واقتنعتا أن "الجهاد" هو السبيل الوحيد لإعلاء راية الإسلام وقيام الدولة الإسلامية وتحكيم الشريعة في الدول العربية. استعملت المتهمة تطبيقة "التلغرام" وتعرفت على شخص تونسي انضم إلى "داعش" ليبيا فطلبت منه مساعدتها على الهجرة إلى سوريا أو ليبيا فوافق على طلبها واشترط أن تتزوج منه غير أنها رفضت لأنها كانت تعاني من عيب خلقي يمنعها من الزواج فانقطعت علاقتها به ثم قررت إخفاء هاتفها الذي تستعمله في التواصل عبر تطبيقة "التلغرام" لأنها كانت خاضعة للمراقبة الأمنية وبعد مدة أعادت هاتفها وقامت بتشغيل التطبيقة من جديد ومن ثمة أنشأت خلية إرهابية نسائية كان أفرادها يتحادثن عبر التطبيقة المذكورة واتفقن على القيام بعمليات تفجيرية ومواجهات مسلحة كما شجعها عنصر إرهابي يعرف بكنية "أبو مريا" على القيام بأعمال إرهابية لإدخال البلاد في حالة من الفوضى وتقويض مؤسسات الدولة وتحويلها إلى ساحة حرب وتناحر بين مختلف الأطياف التونسية حتى تسهل السيطرة على مفاصل الدولة وإقامة الشريعة الإسلامية على غرار المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا وليبيا وتخفيف الضغط على الإرهابيين المتواجدين بالجبال حتى يتسنى لهم التحرك بحرية. عبوات لاصقة كشفت التحريات مع زعيمة الخلية أن التعليمات تأتيهن من طرف قياداتهن في التنظيم الإرهابي بسوريا وقد تعرفت على فتاة بكنية "رقية" كما تعرفت على الإرهابي المتواجد بسوريا المكنى "أبو البراء" الذي عبر لها عن رغبته في الزواج منها وقالت زعيمة الخلية إنها على دراية بكيفية إعداد وتصنيع المتفجرات وكانت تنزل مقاطع فيديو وكتابات على تطبيقة "التلغرام" تفسر بصفة دقيقة كيفية إعداد العبوات اللاصقة والتي كانت تعتزم استعمالها لتفجير السيارات التابعة للدوريات الأمنية في كامل تراب الجمهورية. اعترافات مدوية وجاء في اعترافاتها أنها كانت تعتزم جمع كمية من الجلود لاستعمالها في خياطة الأحزمة الناسفة كما أعلنت في فيديو مصور عن مبايعتها لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي" وكان نص البيعة "أبايع أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي على السمع والطاعة في المنشط والمكره واليسر والعسر حتى أرى منه كفرا بواحا". كما كشفت التحريات أنها كانت تتواصل عبر تطبيقة "الوات ساب" مع شخص يكنى "أبو هاجر" وهو عراقي الجنسية وتحديدا من مدينة الموصل أعلمها أنه أحد جنود تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام وكان أسيرا لدى القوات الأمريكية أيام غزو العراق. مفيدة القيزاني جريدة الصبح بتاريخ 3 ديسمبر 2016