أفادت مصادر قضائية ل"الصباح"، أن عميد قضاة التحقيق بمحكمة الجزائر العاصمة، استمع مجددا للمتهمين في الاعتداء الإرهابي التي استهدف القاعدة الغازية بعين أمناس تيقنتورين، جنوبالجزائر، مطلع جانفي 2013، ويتعلق الأمر ب 3 إرهابيين، اثنين جزائريين وهما عبد القادر درويش المكنى أبو البراء، والمكنى رضوان، من ولاية أدرار من مواليد 1992، أما المتهم الثالث فهو تونسي ويلقب ب أبو طلحة البالغ 36 عاما. وكشفت التحقيقات أن المجموعة الإرهابية دخلت من ليبيا عبر الطريق المعبد على متن 4 سيارات تويوتا دون ترقيم، ثم انقسمت المجموعة إلى قسمين الأولى استهدفت قاعدة الحياة ويقودها أبو البراء، والثانية يقودها أبو عبد الرحمان النيجري وتوجهت إلى مصنع تكرير الغاز، وتم الاتفاق على جمع الرهائن في المصنع وتلغيم أجسادهم قبل تفجيرهم بعد أن يتكفل مختار بلمختار "أمير" كتيبة الملثمين، بعمليات التفاوض مع المصالح الأمنية. وكان في اعتقاد الإرهابيين أنهم يستطيعون الضغط على السلطات الجزائرية من خلال الرهائن الأجانب والخسائر الاقتصادية التي كان بالإمكان أن يسفر عنها تفجير المصنع ،وقال الإرهابيون خلال التحقيقات، إنهم كانوا ينتظرون إخراجهم رفقة الرهائن سواء برا أم عن طريق الطائرات في إطار المساومة على حياتهم، حيث سعى أبو البراء لنقل الرعايا الأجانب إلى المصنع، غير أنه اصطدم بالجيش الجزائري الذي قام بتفجير السيارات وأفشل الخطة كاملة من خلال عمليات القصف المتواصل. وقد انتهت حادثة تيقنتورين بتحرير 685 عاملا جزائريا و107 أجنبيا، والقضاء على 32 إرهابيا، بينما قتل 23 رهينة خلال الهجوم. وكشفت التحقيقات مع الإرهابيين الثلاثة الموقوفين لدى مصالح الأمن الجزائرية، أن ثوار الزنتان بليبيا هم من كانوا وراء بيع الأسلحة التي استخدمت في الاعتداء، حيث حجزت المصالح الأمنية في أعقاب العملية العسكرية أسلحة ثقيلة منها صاروخا مضادا للطائرات المدنية مرفوق بآلة حمله تعد الأولى من نوعها المستعملة في الاعتداءات الارهابية، والتي تم الاستيلاء عليها خلال الأزمة الليبية، كما تم حجز 23 سلاح كلاشنكوف، وقذيفتي هاون، بالإضافة إلى صناديق من «التي ان تي»، وكذا قنابل يدوية، حيث علقت مصادر على كمية الأسلحة بأنها تكفي حتى لاحتلال دولة. وقال الإرهابيون الموقوفون في معرض تصريحاتهم، وفق ما ذكر مصدر «الصباح»، أن الطاهر أبو شنب، الذي كان يلقبه الإرهابيون المعتدون على قاعدة تيڤنتورين ب»عمي الطاهر»، هو الذي تكفل بالتفاوض مع ثوار الزنتان حول الأسلحة والقيمة المالية، إذ تم الاتفاق على اقتناء أسلحة الكلاشنكوف ب 900 دينار ليبي، أي ما يقارب 6 ملايين سنتيم بالدينار الجزائري، فيما حددت قيمة القذائف ب 1200 دينار ليبي. وأكدت التحقيقات الأمنية الفرضية التي تم تداولها أثناء الأزمة الليبية والمتعلقة بتسرب أسلحة مضادة للطائرات من ليبيا إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إذ تدخلت حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال إرسال وفودها للتحقيق بالتنسيق مع دول المنطقة حول حقيقة التسريبات، والعمل على محاصرة كميات الأسلحة المسربة قبل وصولها إلى التنظيم الإرهابي. و أبرز الإرهابي التونسي أبو طلحة، ان المدبر الرئيس للاعتداء الإرهابي على قاعدة تيڤنتورين، هو أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار المعروف ب»الأعور»، وان التخطيط للاعتداء تم قبل 5 سنوات من تنفيذه. الجزائر/ كمال موساوي جريدةة الصباح بتاريخ 12 جانفي 2017