اعتبرت نقابة الصحفيين أن اتهام فريد الباجي للإعلامي هيثم المكي واعتباره مسلما مفسدا في الأرض يمارس الحرابة، يشكل تحريضا خطيرا على حياته. وقالت النقابة في بيان لها أن القيادي بحزب نداء تونس فريد الباجي والذي يقدم نفسه على أنه شيخ ورجل الدين عمد خلال حوار صحفي نشر في موقع «وطن» الالكتروني الاثنين 24 جويلية 2017، إلى اتهام الاعلامي هيثم المكي واعتبره مسلما مفسدا في الأرض يمارس الحرابة. وقد تضمن خطاب الباجي منحى تحريضي يمكن أن يكون منطلقا لاستهداف المكي على خلفية مواقفه كمعلق في اذاعة «موزاييك أف أم». وأضافت الباجي أنه اجاب على سؤال وجهه له صحفي الوطن حول موضوع هيثم المكي أن «الذين نزلت فيهم آية الحرابة هم مسلمون، هكذا قال مالك، أصلا الكافر لو قتّل المسلمين وقطّعهم ثمّ جاء تائبا نقبل منه، أمّا آية الحرابة ففي المسلم الذي يسرق ويقتل ويغتصب النساء ويبقر البطون ويدمّر ويذبح، وكلّ هذه الأفعال ليست أفعالا كفريّة». وقد قال الباجي «أن آية الحرابة كما قلنا تطبق على المسلمين الذين يفسدون في الأرض والمكي هو مسلم أعتبره فاسدا في الأرض». واعتبرت النقابة أن هذا التصريح من باب التحريض على هيثم المكي ودعوة لتطبيق عقوبة الحرابة عليه وهو موقف معلن من شخص مؤثر في فئة معينة يمكن أن يعرض حياة المكي وسلامته الجسدية للخطر ويصبح هدفا لأعمال انتقامية من المتطرفين الذين يعتقدون أنهم يطبقون الحد الشرعي. وأضافت أن تصريح الباجي يتناقض مع مقتضيات الدستور التونسي الذي ينص على حرية الضمير وكذلك مع مبادئ دولة القانون والمؤسسات ومبادئ حقوق الانسان التي تمنع تطبيق العقوبات البدنية مثل الصلب والقتل على خلفية التعبير عن الرأي وهو ما يقتضي تتبع قانونيا للمصرح به. ونددت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بهذا الخطاب الخطير من طرف فريد الباجي الذي يقدم نفسه أنه رجل دين وطالبت النيابة العمومية بالتحرك الفوري لتتبعه لفعل يجرمه القانون يمكن أن يمثل خطرا على حياة الأشخاص وحرمتهم الجسدية وكرامتهم الإنسانية. كما طالبت فريد الباجي بالإعتذار الفوري عن هذا التصريح والكف عنها لخطورتها على حياة الأشخاص.