قال كريم الهلالي رئيس المكتب السياسي لحزب آفاق تونس إن الحزب قد تجاوز مرحلة الأزمة التي مر بها مؤخّرا وإنّ كافة قياداته ملتفّة اليوم حول هدف وحيد يتمثّل أساسا في كيفيّة إنجاح الاستحقاق الانتخابي البلدي، الذي بين أنه يعدّ أهمّ موعد للتونسيين وللانتقال الديمقراطي في تونس. وبيّن الهلالي، في تصريح على هامش اجتماع المكتب السياسي للحزب اليوم السبت، أنّ الحزب سيتناول بالدرس محورين أساسيين، الأول داخلي يتعلق بالأزمة التي مرّ بها الحزب مؤخّرا وكيفية إدارة الاختلاف وأخذ القرارات لتجاوزها، والثاني يتعلق بالانتخابات البلدية والاستعدادات لها . وفي هذا الجانب أوضح أنّ قياديي الحزب عازمون على تجاوز كافة الاختلافات والتفكير في المستقبل، خاصة في ما يتعلّق بالانتخابات البلدية وتكوين القائمات والعمل الميداني، مبيّنا أنّ آفاق تونس بصدد وضع اللمسات الاخيرة على القائمات وكيفية دخوله الانتخابات مع الاتحاد المدني. ولفت في هذا الإطار إلى أنّ آفاق تونس لا يمكنه أن يكون إلا طرفا فاعلا ومسؤولا لإنجاح هذه المحطّة الانتخابية وهو ما يجعله مطالب بالتفاعل مع كل ما هو مطروح على الساحة السياسية عبر تقديمه مقترحات تمكّن من تحقيق المصلحة للبلاد والمساهمة في الخروج بها من أزمتها. واعتبر أن أزمة آفاق تونس هي جزء من أزمة سياسية عامة في البلاد، موضّحا في الآن نفسه أنّه بصدد تحضير رؤية للخروج من الأزمة مع مختلف الاطراف السياسية التي تقاسمه نفس الآراء. وحول وزراء آفاق تونس الذين خيّروا البقاء في الحكومة ومغادرة الحزب، قال الهلالي إنّ هذه المسألة محسومة وأن القرار الذي اتخذ نهائي ولا رجعة فيه ، مضيفا « لم يعد لآفاق تونس أعضاء بالحكومة وهو قرار تم اتخاذه في إطار في مؤسسات الحزب». وبين أنّ الحزب سيحاول استخلاص العبر حول كيفية اتخاذ القرارات والآليات وتعميق النقاش لتفادي مثل هذه الاشكاليات مستقبلا. وبخصوص الاتحاد المدني الذي تم الإعلان عنه مؤخّرا، ويضم 11 حزبا من بينهم آفاق تونس، أكّد الهلالي أنّ لهذا الاتحاد صدى ايجابيا لدى الجميع باعتباره محاولة لتجميع أكبر طيف ممكن من السياسيين والمستقلين والمجتمع المدني بهدف تحقيق التوازن مستقبلا، خاصة في ما يتعلق بالانتخابات. وبيّن أنّ التحدي الكبير للسياسيين اليوم هو اقناع التونسيين بالتصويت واختيار من يرونه الأفضل، مؤكّدا في هذا الجانب ضرورة التحسيس بأهمية المرحلة وبخطورة العزوف الذي سيضرب التجربة الديمقراطية، وفق تعبيره. وشدد في هذا الخصوص على أنّ الحل ليس في المقاطعة، التي قال إنها ستمكّن البعض من إحكام قبضته على السلطة المحلية وستولّد انعكاسات سلبية في المستقبل، وفق تقديره. أمّا عن الاتهامات الموجّهة إلى رئيس الحزب ياسين ابراهيم والمتعلّقة بالتفرّد بالرأي، قال الهلالي «لا يوجد تفرّد بالرأي والحزب بصدد التحاور حول إدراة النقاش في الحزب وكيفية إدارة الاختلاف».