حذر الخبير الاقتصادي محمد صالح الجنادي من تواصل انهيار الاقتصاد التونسي لا سيما مع تقلص رصيد تونس من العملة الصعبة الى 80 يوما لاول مرة في تاريخها ، اضافة الى عدم ايجاد الحلول الكفيلة بوضع حد لانهيار الدينار الى حد الان . وأفاد الجنادي ان تفاقم عجز الميزان التجاري المتاتي أصلا من تقلص المداخيل السياحية حيث اتضح بالكاشف ان السياحة لم ترتق الى المستوى المطلوب منها والمؤمل بلوغه سنة 2018 لتغطية عجز الميزان التجاري وذلك لنقص السياح خاصة من اوروبا التي تعتبر الشريك الاساسي في توفير المداخيل السياحية وهذا نتيجة مؤشرات وكالات الترقيم السيادي وعدم العمل على تسويق صورة تونس بالخارج خاصة في كيفية الاصلاح العميق وبعث الثقة في الداخل والخارج. وأشار الى انه رغم ان مساعي الحكومة التي باتت غير كافية لجلب السياح على كامل السنة والدخول في المجال الجوي وبعث شراكة مع وكلاء الاسفار لبيع المنتوج في السوق بأسعارمعقولة وهو ما لم يتم الى حد الان. واعتبر الجنادي ان ضعف التصدير لمنتوج الفسفاط الذي يعتبر المصدر الاساسي لمداخيل العملة الصعبة بعد خسارة الاسواق والحرفاء الاصليين في السنوات الفارطة ادى الى تفاقم الوضع مما افضى الى تراجع رصيد تونس من العملة الصعبة لاول مرة 80 يوما وهو مؤشر خطير قد تفقد بسببه تونس الثقة من البنوك الخارجية . واوضح الجنادي ان هذه الوضعية لها تاثيراتها السلبية على تونس بما يضعف حصولها على قروض اجنبية خاصة في ظل صعوبة استرجاعها بالعملة الصعبة وهو ما سوف يؤدي الى عجز آخر في ميزان الدفوعات للدولة وكيفية تغطيته ثم ان استهلاك الطاقة الموردة سوف يؤثر على المخزون خاصة من المواد الاساسية الموردة مثل الادوية والنفط والزيت والسكر وغيرها،وكل هذا نتيجة ضعف السياسة الخارجية والسياسة الديبلوماسية في خلق اسواق جديدة لتفادي خسارة الحرفاء وتحديد خطة لتوفير الانتاج والانتاجية حتى نتمكن من المخزون الذي يمكننا من المنافسة في الاسواق الخارجية على حد تعبيره. واضاف محدثنا انه لو كانت تونس تعمل على توفير مخزون في كل المنتجات لامكن لها الخروج من الازمة لكن وضعها الكارثي اليوم يحتم عليها العمل على التنسيق مع كل الشركاء الاقتصاديين من الدول الصديقة خاصة الجزائر والمغرب ومصر وغيرها من الدول.كما انه لابد من بعث الثقة في الجالية التونسية حتى تستثمر خلال عودتها الى ارض الوطن. ودعا الجنادي الى ضرورة ترشيد استهلاك الدولة المفرط واعادة انتاج الفسفاط والاستعانة بآليات حديثة من اجل تطوير الانتاج ،اضافة الى ضرورة ادخال شريك فعال لاستخراج الطاقة وتصديرها.