انطلق اليوم الجمعة بمقر بلدية الدندان (ولاية منوبة)، نشاط ''فضاء المواطن'' وهو مشروع نموذجي أنجزته هذه البلدية في إطار برنامج التعاون بين البلديات في مجال الحوكمة المحلية والتشاركية، بالتنسيق مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بتونس. ويتمثّل الفضاء الذي بلغت تكلفته الجملية 305 ألف دينار، في بناء وتهيئة تسعة مكاتب وتجهيزها بتجهيزات عصرية، وذلك بهدف تسهيل الخدمات المسداة للمواطنين عند توجههم إلى مختلف المصالح لإعداد ملفاتهم، سواء تعلق الأمر برخص البناء أو الأداء البلدي أو تقديم الشكاوي. وقد أشرف على انطلاق الفضاء، وزير الشؤون المحلية والبيئة، رياض المؤخر الذي كان مرفوقا بالسفير الألماني بتونس، أندرياس راينيكاه، ورئيس مكتب الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بتونس، دياتر كاترمان ووالي منوبة، أحمد السماوي. وبالمناسبة لاحظ المؤخر أن هذا المشروع وهو الفضاء العاشر الذي تم افتتاحه وهو الأكبر من حيث المساحة والمكونات، "يندرج في إطار جهود الحكومة لتطوير الخدمات الإدارية والإرتقاء بها، لتوفير خدمات ذات جودة عالية للمواطن، بهدف إعادة الثقة بين المواطن والإدارة وذلك بتعميم التجربة على 60 بلدية، بصفة مبدئية". وأضاف الوزير أن برمجة 60 فضاء، موزعة على عدة بلديات، تندرج ضمن إصلاح البلديات والذي سيشمل أيضا تغييرا كليا للعمل البلدي، عبر رقمنة الخدمات والتقليص في عدد الوثائق التي تستوجب التعريف بالإمضاء أو إشهاد النسخ للمطابقة، بتحديد قائمة الوثائق المعنية بالتعريف بالإمضاء، مع استخراج مضامين الولادة بواسطة الأنترنات بصفة مجانية، فضلا عن اعتماد مقرات فضاءات المواطن (الصغرى) وتشمل 40 بلدية، كدور خدمات توفّر جميع الخدمات الأساسية وبشكل موحد. وفي سياق متصل ذكرت ألفة الصولي، المديرة العامة للإصلاحات والدراسات المستقبلية الإدارية برئاسة الحكومة ، في تصريح لمراسلة "وات" بمنوبة أن برنامج العمل لسنة 2018، يهدف إلى بلوغ نسبة 75 بالمائة من التغطية الجغرافية للخدمات، بتركيز نحو 100 دار خدمات جديدة، في إطار مقاربة جديدة ومختلفة تعتمد على تقنيات المخاطب الوحيد والتشبيك بين مختلف الإدارات في المناطق التي يتراوح عدد السكان فيها بين 15 و30 ألف ساكن. كما أشارت إلى اعتماد تجربة دور الخدمات المتنقلة في المناطق التي لايفوق فيها عدد السكان 15 ألف ساكن ودور الخدمات الكلاسيكية في المناطق التي يفوق فيها العدد الجملي للسكان 30 ألف ساكن، وذلك بتعزيز عدد الأعوان، لتجنب الإكتظاظ والتسريع في آجال الخدمات الإدارية. وأضافت الصولي أنه بعد برمجة إحداث 22 دور خدمات ب 22 معتمدية ذات أولوية، ترجع بالنظر إلى 16 ولاية، تم إنجاز 12 دار خدمات، لتبلغ التغطية الجغرافية للخدمات حاليا نسبة 50 بالمائة. وقد شملت الدور المحدثة، الولايات والمعتمديات ذات الأولوية والتي وقع عليها الإختيار على إثر سبر الاراء الذي قامت به الإدارة العامة وشمل 8 آلاف مواطن، بمعدل 30 مواطن عن كل معتمدية. ولاحظت أن سبر الاراء هذا أفضى إلى حصر 10 خدمات ذات أولوية وهي الأكثر طلبا في تلك المناطق وهي الخدمات البلدية، خدمات الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والصناديق الإجتماعية الثلاثة والشركة التونسية للكهرباء والغاز والبريد التونسي وشركة اتصالات تونس والديوان الوطني للتطهير. من ناحيته أكد كاتب بلدية الدندان، هشام بن فطيمة أن أعوان "فضاء المواطن" خضعوا إلى عملية تكوين وتأهيل حتى يؤمنوا مختلف الخدمات المطلوبة من قبل المواطنين ويعملوا على إرشاد المواطن حول مختلف الوثائق المطلوبة لإتمام الملفات بأنواعها، تجنبا للتعطيل وإضاعة الوقت، مشيرا إلى أن مكونات الفضاء تشمل، فضاءين للإنتظار وسبعة مكاتب خدمات. (وات(