بالرغم من توفرها على العديد من الثروات الطبيعية لا تزال بلدية المكناسي من ولاية سيدي بوزيد تحتل مرتبة متأخّرة في ترتيب معتمديات الولاية بمؤشر تنمية 0 فاصل 448 حسب احصائيات سنة 2015. وتزخر الجهة بثروات إنشائية ذات الجودة العالية وبكميات هامة قابلة للتحويل الصناعي كالفسفاط والجبس ومقاطع للحجارة الكلسية والطينية بالإضافة الى عدد من العيون المائية والمواقع والمعالم الاثرية على غرار قصر خليفة الزناتي. كما تشتهر بتربية الخيول العربية الاصيلة حيث تحتضن سنويا المهرجان الدولي للجواد العربي الاصيل مما جعلها وجهة لمربي الخيول من داخل تونس وخارجها. وتضاف الى الثروات المذكورة توفر ضيعات فلاحية دولية شاسعة ورصيد عقاري قادر على احتضان المشاريع العمومية والاستثمارات الخاصة. ولكن في المقابل لم تستطع كل هذه العوامل حجب تدهور الوضع التنموي والاجتماعي حيث ارتفعت بعد الثورة التحركات الاحتجاجية المطالبة بالتنمية والتشغيل وتعطّل إنجاز المشاريع المبرمجة خاصة وحدة انتاج الفسفاط وذلك بسبب ضعف البنية التحتية داخل المدينة وبالمناطق الريفية وعدم تسوية وضعية الاراضي الدولية. كما تحولت السكة الحديدية التي تمر عبر المنطقة والرابطة بين ولايتي قفصة وصفاقس من ميزة الى نقطة ضعف بسبب لجوء المحتجين الى غلق السكة إثر كل تحرّك احتجاجي. وأكّدت تصريحات عدد من متساكني المنطقة تطابقها مع ما اقترحته اللجنة المحلية للتنمية بمعتمدية المكناسي في إطار المخطط الخماسي 2016/2020 العديد من المشاريع في مختلف القطاعات بهدف حل عدد من الاشكاليات المذكورة من ذلك ربط مدينة المكناسي بمدينة قابس عبر جبل بوهدمة وحوالي 24 مسلك فلاحي بالإضافة الى احداث عدد من الجسور منها جسر على مستوى سارق المرقي وجسر بمسلك المبروكة على مستوى وادي بن سالم. واعتبروا أن حماية التجمعات السكنية من خطر الفيضانات وتجميل مداخل مدن المكناسي والنصر والكرمة وانجاز امثلة التهيئة العمرات لعدد من التجمعات السكنية الاخرى،والمطالبة بتدخل مصالح وكالة التهذيب والتجديد العمراني قصد برمجة مدينة المكناسي ضمن مناطق تدخلها لتهيئة الانهج داخل المنطقة البلدية التي اصبحت مهترئة وإحداث مصبّ للفضلات مع وحدة رسكلة ومواصلة تهيئة سوق الجملة ومعالجة وتجديد شبكة التطهير واستكمال عمليات الترصيف واعادة تهيئة الحدائق العمومية وشارع البيئة ودعم البلدية في صيانة المناطق الخضراء، هي من المقارحات التي تعبّر عن انتظاراتهم. وشملت مقترحات المخطط الخماسي للتنمية تهيئة المناطق الصناعية من خلال استغلال المخزون العقاري للبلدية والتعجيل بتحويل صبغة بعض الاراضي المحيطة بالمنطقة البلدية وايضا العمل على اقتطاع حوالي 50 هكتارا من املاك الدولة بقرية النصر وتحويل صبغتها لتكون صالحة للاستغلال كمنطقة صناعية. وفيما يتعلق بالقطاع الصحي تمت المطالبة بتدعيم المستشفى بالتجهيزات والإطار البشري وايضا احداث اقسام واختصاصات جديدة تستجيب لترقيته الى مستشفى جهوي صنف (ب) وتمكينه من وحدة انعاش طبي متنقلة وتجهيزات الاشعة بالإضافة الى تجهيز مستوصفات المبروكة والمش والكرمة والزوارع واحداث مستوصف بمدرسة النور عمادة الغريس الغربية. اما في القطاع الفلاحي فقد تركزت المطالب على احداث عدد من الابار الاستكشافية والتدعيمية بالجباس والمكناسي الغربية والنصر والمش الغربية واحداث مناطق سقوية عمومية بالمكناسي الشرقية والمش والجباس والنصر والدخلة وتزويد العائلات بالماء الصالح للشرب (المبروكة والغريس والمكناسي الغربية والمكناسي الشرقية والمكناسي الشمالية) وإنجاز مشاريع مقاومة الانجراف والبحيرات الجبلية بكل العمادات التي تستجيب فنيا لذلك. وتركزت المقترحات الخاصة بقطاع الشباب والرياضة والثقافة على إحداث نوادي الشباب الريفي وبعث مركب ثقافي جديد يستجيب لتنوع الانشطة الثقافية وتهيئة المسلك الصحي وتدعيم دار الشباب بالمكناسي بمبيت وبعث مركز تكوين فلاحي بضيعة التجارب الفلاحية بالغريس وتحويل مركز التكوين المهني بالمكناسي الى معهد عال للمهن التقنية. ومن جهته أشار زهير خصخوصي الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بالمكناسي الى ان معتمدية المكناسي مازالت تنتظر دورها في التنمية حيث لم تر المشاريع المبرمجة النور مما ساهم في ارتفاع منسوب الاحتقان والتوتر وازدياد مظاهر الفقر وهو ما يتطلب الاسراع في تفعيل كل الوعود وتركيز المشاريع التي تمت برمجتها منذ 2010 وذكر انه لا بد من تسوية وضعية عملة الحضائر والتسريع بتركيز وحدة انتاج الفسفاط وايجاد حل عاجل لمعضلة التطهير وتسوية الوضعية العقارية بكل الوحدات الفلاحية بالجهة واتمام مشاريع المناطق السقوية الموعودة في برنامج التنمية المحلية وتركيز المسالك الفلاحية بها. ويشار الى ان بلدية المكناسي التي تبلغ مساحتها 623 فاصل 3 كلم مربع اتضم 23789 ساكنا موزعين على 9 عمادات سجّل 14929 شخصا منهم قائمة الناخبين ليختاروا 18 عضوا في المجلس البلدي القادم من خلال 16 مركز اقتراع. وتقدّمت للدائرة البلدية 9 قائمات منها 4 حزبية (حركة النهضة- حراك تونس الإرادة- حركة نداء تونس- حركة الشعب) و4 مستقلة (صيد الخنق- الحياة- المكناسي أمانة- المكناسي الجديدة) وقائمة ائتلافية وحيدة (الجبهة الشعبية).