تحدّث، اليوم الخميس، القيادي في حركة النهضة ورئيس كتلتها في مجلس نواب الشعب نورالدين البحيري عن التوافقات المطلوبة في المرحلة الحالية أمام "انتهاء التوافق" مع حركة نداء تونس، تناغما مع ما صرّح به رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. واعتبر البحيري في تصريح ل"الصباح نيوز" أنّ "البلاد بحاجة إلى التوافق والتشاور بين مختلف مكوناتها السياسية والاجتماعية والمجتمع المدني"، مُضيفا: "هذه قناعة مبدئية مؤسسة على قراءة لواقع البلاد واستشراف لمستقبلها وليست مجرد خيار ظرفي أو تكتيكي .. ونحن نؤمن ومقتنعون بان بلادنا تعيش انتقالا ديمقراطيا نريده عميقا ويكون دافعا لنقلة نوعية جوهرية في البلاد نحو الديمقراطية والتنوع والتعدد والسيادة الوطنية وسيادة الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة وعن طريق المساواة والتنمية لكل الجهات والعدالة الاجتماعية والحق في الحياة الكريمة". كما أكّد البحيري أنّ "إنجاح الانتقال الديمقراطي لا يمكن أن يتم إلاّ عبر توافقات تاريخية وتعاقد وطني واسع على قاعدة مبادئ الثورة وتحقيق مطالب التونسيين المشروعة"، مُوضحا: "ولهذا فإنّ التوافق والتشارك بالنسبة لحركة النهضة يُعدّ تعاقدا تاريخيا بين كل المكونات السياسية والاجتماعية والمجتمع المدني من أجل واقع أفضل ومن أجل إنجاح الانتقال الديمقراطي وليس خيارا أملته نتائج الانتخابات أو ظروف طارئة.. ولذلك كنّا ومازلنا وسنبقى نؤمن بأنّ مستقبل البلاد في التشارك بين كل أبنائها على قاعدة الوطن الجامع وعلى قاعدة رفض الاقصاء وإدماج الجميع في معركة الوطن من أجل المستقبل". التوافق والتشارك حاجة وطنية وفي نفس السياق، قال نورالدين البحيري: "اقتناعنا أن التوافق والتشارك حاجة وطنية لمصلحة البلاد والجميع وليس مجرد قرار فوقي يُتّخذ ليتمّ الرجوع فيه أو فسخه ولكن التشارك والتوافق لا يعني ان نكون نسخ مطابقة للأصل لبعضنا البعض او نكون مُتماهين مع بعضنا البعض حتى وان كان لمصلحة الوطن كما أنه لا يعني أن يفقد أيّ طرف فينا خصوصياته أو يصبح أحدنا تابع للآخر". وأضاف البحيري: "نحن مع التوافق والتشارك على قاعد احترام التنوع والتعدد والاختلاف على الرأي لنتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا البعض فيما اتفقنا فيه على قاعدة التنازل المُتبادل من أجل المصلحة الوطنية العليا على قاعدة الحوار المسؤول والجدّي كطريق لحل المشاكل الطارئة مهما كانت مُعقدة وان بلادنا في حاجة إلى كل ابنائها كما أنها بحاجة إلى منظمات وأحزاب ومؤسسات دولة قوية تشدّ بعضها بعضا حتى تقدر على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية وكذلك الامنية". وحول ان كان هنالك حزب قادر على الانفراد بالرأي والخيار في هذه المرحلة، ردّ البحيري: "قوّة أيّ حزب مهما كانت وحتى وان كان النهضة لا تعطيه أيّ شرعية في الانفراد بالرأي أو الخيار ولذلك أؤكد واقول بان بلادنا والانتقال الديمقراطي فيها ومواجهة الصعوبات والتحديات تفرض على جميع ابنائها التمسك بالتشارك والتوافق واحترام الرأي المحالف واعتماد الحوار لحسم الخلافات واحترام مؤسسات الدولة وحماية وحدتها وتماسكها وانسجامها من أجل مصلحة البلاد والوطن.. ولا خيار لنا إلاّ هذا". رئيس الجمهورية شريكنا وعودة لموقف رئيس الجمهورية، قال نورالدين البحيري: "رئيس الجمهورية شريكنا في إنجاح الانتقال الديمقراطي والمحافظة على قيم الثورة ويحظى بكل الاحترام والتقدير داخل النهضة ونحترم ما عبّر عنه في خطابه ولكننا نرى أن بلادنا مازالت في حاجة الى تشارك وتوافق واسع كتعاقد وطني جامع من أجل انجاح الانتقال الديمقراطي". وختم البحيري بالقول: "خيارنا استمرار التشارك الذي هو تعاقد وطني وليس صفقة لمصالح حزبية وذاتية ومازلنا على هذا الخيار ومنفتحون على التعاون مع الجميع من أي طرف كان"، في إشارة إلى دعوات الحوار التي يمكن أن تُوجه لحركة النهضة.