يعيش بعض المواطنين تحت هاجس السحر والعين والجن... فإذا أصابهم مكروه، قالوا هذه عين، وإذا سقط أحدهم مغشيا عليه، قالوا به جن أو مسحور. هذه أفكار يعتقد البعض أنها أحد أسباب ما يصيبهم من هواجس، فيما تشير الحقائق أنه وهم يستغله ضعاف النفوس من أجل الحصول على المال. ويرى البعض أنّ لبس الحلق وتعليق "الحرز" واستخدام السحر وتصديق العرافين والتنجيم حلّ لمشاكلهم، في حين يذهب اخرون انه لا يعدو أن يكون ذلك سوى شرك بالله. هذا ما لمسناه في مقطع فيديو لحالة إزالة السحر من شاب في أحد المساجد بجهة نابل، والمثير للانتباه في هذا المقطع إنّ المصلى كان مكتظا بالمواطنين حتى إنّ أشخاصا منهم كانوا متواجدين خارجه. وقد لوحظ تلاوة شيخ لآيات قرآنية جعلت أحد الموجودين يتعرّض لحالة صرع فحمله عدد من الأشخاص مرتدين لقمصان بيض وحينها أخذ الشيخ يسأله عن السحر ومن فعل به ذلك فكان الشاب يجيبه في اللاوعي بأنّ أبيه هو من فعل به ذلك . وقد أخذ الشيخ يتحدّث مع هذا الشاب إلى ان استفاق وعاد إلى وعيه. إنّ هذا المقطع من الفيديو ليثير الحيرة ويطرح عدة تساؤلات عن عقلية المواطن التونسي. "الصباح نيوز" اتصلت بوحيد قوبعة طبيب نفساني للاستفسار حول هذه الظاهرة، فأفادنا أنّها ظاهرة ثقافية، مبيّنا أنّ بعض الأشخاص يتوهّم لهم بأنهم مرضى أو يستمعون إلى أصوات فيقولون إنّه الجنّ. وأضاف بأنّ مثل هذه الظواهر يقع استغلالها تجاريا من قبل بعض الأطراف. وقال إنّه في صورة توفّر بعض العلامات المرضية يجب مداواة ذلك بالطب والعلم، مبينا وجود تفاسير مختلفة لنفس الظاهرة من قبل بعض شيوخ الدين. وفي هذا السياق، اتصلت "الصباح نيوز" أيضا بعثمان بطيخ مفتي الجمهورية فقال إنّ ظاهرة السحر والجنّ قديمة وهي علامة من علامات التخلّف في المجتمعات، مؤكّدا وجود أشخاص دجّالين يقومون باستغلال المرضى بالأعصاب أو السرع ويبتزونهم على أساس أنهم سيعالجونهم بالقرآن الكريم وأحيانا يطلبون أشياء تعتبر كفرا. وأضاف : "أنا أدعو هؤلاء المرضى نفسانيا إلى التوجّه إلى العلم والأطباء القادرين على تشخيص المرض ومدهم بالعلاج المناسب". ودعا بطيخ المرضى للابتعاد عن مثل هذه التصرّفات لأنّ الشافي هو الله عزّ وجلّ، قائلا : "المريض عندما يقرأ نصيبا من القرآن يوميا يمكن أن يشفيه الله". وعن طريقة تصرّف الشاب في المسجد بعد تلاوة القرآن من قبل الشيخ، قال بطيخ أنّ الدجّالين يقومون بإيهام المرضى بالسحر والجنّ إلى أن يهذون بكلام في اللاوعي.