عبّر وزير السياحة اليوم على موجات "شمس أ ف م" عن تفاؤله الكبير في تحسّن مردود القطاع السياحي وأكّد على أنّ الوزارة تسعى لبلوغ 6 ملايين سائح خلال الموسم السياحي للسنة الحالية. كما قال الفخفاخ أنّ "الحجوزات تبشر بالخير"، وأنّ القطاع قد استرجع نسبة 80٪ من نشاطه في الثلاثي الأوّل من هذه السنة مضيفا أنّ "مداخيل هذا الثلاثي عادت إلى ما كانت عليه سنة 2010". ومن جهة أخرى، تحدّث الفخفاخ بالأرقام عن الخسائر التي تكبّدتها السياحة في الموسم السياحي الفارط. وتمّ خلال هذا الحوار طرح مسألة الفساد في وزارة السياحة وفي القطاع ككلّ والإشارة إلى الملفات الدقيقة في الوزارة. وفي هذا السياق، أكّد الفخفاخ أنّ "القطاع يعاني من مشاكل هيكلية منذ أكثر من 10 سنوات" مبيّنا أنّ "القدرة السياسية لمعالجة الأمور تغيّرت خاصة فيما يخص ملف المديونية". وأضاف إلياس الفخفاخ أنّه "بعد المصادقة على الميزانية التكميلية سيتم الانتقال من الجانب النظري والدراسات إلى الجانب التطبيقي في معالجة الأمور وذلك بهدف إيجاد حلول جذرية". أمّا عن العلاقة بين وزارة السياحة والمهنيين، أبرز وزير السياحة وجود مناقشات وحوارات مع المهنيين لإيجاد إستراتيجية ونظرة جديدة على القطاع السياحة وخاصة منه السياحة الجهوية، مضيفا أنّ " العمل مركّز على المهنيين والوزارة لها دور الإشراف والتأطير". نقابة أعوان السياحة توضّح وحول هذه التصريحات عبر معز القروي الكاتب العام للنقابة الأساسية لاتحاد أعوان الديوان الوطني التونسي للسياحة (الجامعة العامة للسياحة والمعاش) التابعة لاتحاد عمّال تونس في حديث مع"الصباح نيوز" عن" تعجّبه من تفاؤل الوزير المبالغ فيه ببلوغ 6 ملايين سائح للسنة الحالية" مبيّنا أنّ "عدد السياح في تونس لم يتجاوز 7 ملايين سائح منذ 12 سنة رغم أنّ المنافسين المباشرين للوجهة التونسية وهم مصر وتركيا واليونان قد بلغوا أضعاف هذا العدد". وأكّد القروي أنّ حتّى هذا العدد من السياح لا يكفي للنهوض بهذا القطاع فأغلبيتهم يأتون إلى تونس بثمن يكاد يكون صفر مليم قائلا "هل هذا ما قدر عليه الوزير حتى يبرز أهمية برنامجه؟". ومن جهة أخرى، بيّن القروي أنّ "القطاع السياحي في تونس يعاني اليوم من السياسة التي يستعملها الوزير الحالي للسياحة والتي اعتمدها الوزارء الذين تواتروا على الوزارة منذ 15 عاما"، مبيّنا أنّ "الوزراء السابقون يصرفون أموال طائلة لا تعود بالفائدة على الوزارة والقطاع وكذلك الوزير الحالي الذي يصرف الأموال للتنقّل من بلد إلى آخر بتعلّة الترويج للوجهة التونسية التي تشكو من عدّة نقائص". كما تساءل القروي عن سبب عدم قيام الوزير الحالي بإصلاح المنظومة السياحية ومراجعة المنتوج للارتقاء به عوض الترويج للسياحة التي بلغت قيمتها 40 مليار". وحول ملف الفساد الإداري، فقد قال كاتب عام النقابة الأساسية لاتحاد أعوان الديوان الوطني للسياحة أنّ "إسناد الخطط الوظيفية والترقيات والتسميات بالخارج وعلى مستوى المندوبيات الجهوية في الديوان لا تتمّ على أساس الكفاءة والخبرة والاختصاص بل تقوم على المحسوبية والمحاباة". أمّا فيما يتعلّق بملف الفساد المالي، أكّد القروي أنّ "التجاوزات في الديوان تسبّبت في مراجعة جبائية معمّقة لوضعية الديوان من طرف مصالح إدارة الأبحاث الجبائية التابعة لوزارة المالية والتي أفضت إلى المطالبة بتسديد مبلغ في حدود 40 مليار". وقال القروي " أنّ إلياس فخفاخ وزير السياحة والحبيب عمّار المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة يعتمدان سياسة غلق الأبواب مع موظفي المؤسستين كما أنّهما يقومان بالتعيينات من وراء ستار مغلق". وحول أنّ أوّل مطلب للنقابة هو "رفع المظالم على الأعوان ومن أهمّها إلغاء شروط التسمية الصادرة في ماي 2008 والتي أقصت حظوظ وغلق الآفاق ل 90 % من أعوان ديوان السياحة". وأبرز القروي أنّه "لا يوجد معايير دقيقة وعلمية في إسناد الترقيات والخطط الوظيفية" كما دعا القروي سلطة الإشراف لإلغاء أساليب العمل البالية و القائمة على المحاباة والحضوة والتمييز، وعلى ضوابط غير علمية. كما أكّد معز القروي في هذا الإطار، "انتشار ثقافة مهنية جديدة صلب الديوان مفادها الإحسان للمتقاعسين و ذلك بتشجيعهم عن طريق الترقيات المستمرة في العمل وتسميتهم في خطط ملائمة أمّا المجتهد في عمله فإنه يجازى بالجحود ونكران مجهوداته بل ويحرم من الترقيات والتسميات بل ويصل الأمر إلى حرمانه من أبسط حقوقه المهنية" مبيّنا أنّ "هذا هو الحال صلب الديوان والأمثلة على ذلك كثيرة بل إنها لا تحصى و لا تعد فبسبب هذه الممارسات يحرم الديوان من مجهودات كفاءاته التي تحمل في صمت تبعات أخطاء الفاشلين". كما تحدّث معز القروي على ضرورة "مراجعة الهياكل التنظيمية للإدارات المركزية والجهوية للديوان مع تفعيل النظام الأساسي لمتفقدي المؤسسة الذين يقع إقصاؤهم وتغييبهم المتعمّد على مستوى لجان المصادقة و التفكير في إعادة صياغة و تطوير المواصفات والملفات ذات العلاقة المباشرة بالمنتج السياحي ". كما تساءل القروي حول "سبب تجاهل الوزارة لتنفيذ مطالب النقابة الأساسية لاتحاد أعوان الديوان الوطني للسياحة وبقاء نفس وجوه الفساد في الإدارة رغم أنّ النقابة أصدرت لائحة تتضمّن جميع التجاوزات والمشاكل المهنية والإدارية إلى إلياس فخفاخ منذ 3 أشهر". هذا وسيكون للنقابة الأساسية لاتحاد أعوان الديوان الوطني للسياحة ثاني لقاء منذ تأسيسه مع وزير السياحة يوم السبت المقبل لدراسة النقاط التي تمّ تناولها في اللائحة الصادرة عن النقابة".