تم في حدود العاشرة من صباح الاحد الانتهاء من رفع جثث الشهداء الأربعة (عونا حرس وطني وعون سجون وإصلاح ومواطن)، ونقلها إلى المستشفى الجهوي بجندوبة، وذلك بعد أن قام وكيل الجمهورية رفقة الفرق الأمنية الفنية المختصة بالمعاينات الضرورية. وتشهد منطقة الحادثة تواجدا أمنيا مكثفا، إذ التحقت بالمكان عناصر عدة فرق أمنية وعسكرية، في مسعى لملاحقة عناصر المجموعة الإرهابية التي تحصنت بالغابة المجاورة الواقعة بجبل "الأحيرش" الذي سجل فيه سابقا وجود عناصر متشددة. وتشير مصادر محلية إلى أن الطريق الذي وقع به الاعتداء الإرهابي هو طريق معروف باستخدامه في عمليات التهريب من القطر الجزائري، سيما البنزين. ورجح مختصون أمنيون التقاهم مراسل وكالة تونس افريقيا للانباء على عين المكان، وجود علاقة بين ما جرى ليلة السبت الأحد بمنطقة أولاد مناع، وما يسمى "خلية قرية سوق الجمعة" التي تبعد حوالي 20 كلم عن مدينة جندوبة، إذ لوحظ قبل 3 أشهر وتحديدا يوم 4 نوفمبر 2013 من قبل صيادين بجبل "الخزارة" وجود عناصر متشددة في الغابة المجاورة للقرية. ووفق ما ذكره هؤلاء الصيادون فإن المجموعة كانت تضم تسعة أنفار جميعهم من ذوي البشرة السوداء (جنسيات إفريقية) لكن أحدهم على الأقل تونسي الجنسية، وتبين ذلك من مخاطبته للصيادين بلهجة تونسية مطالبا إياهم بالابتعاد عن المكان. وقد تم حينها إعلام قوات الأمن والجيش الوطنيين التي تنقلت للمكان صحبة والي الجهة وقامت بمحاولات تمشيط للجبل دون العثور على العناصر المشبوهة. وتعد غابة جبل الخزارة، وفق مصادر أمنية ومختصين من دائرة الغابات بالجهة، من أكثر الغابات كثافة مما يعسر عمليات التمشيط والمراقبة فيها. كما يحتوي الجبل على عدد كبير من المغاور والكهوف التي يصعب تمييزها والتفطن إليها اعتبارا لكثافة وتشابك الأشجار والنباتات الغابية (وات)