المؤامرة، بالنسبة للبعض، ان وزير الصحة يتعرض الى حملة بسبب مقاومته للفساد ولأنه نهضوي. أولا، اول من يتآمر على وزير الصحة هو السيد... وزير الصحة نفسه بتصريحاته الهزيلة واللامسؤولة. ثانيا، عندما سئل الوزير في اكثر من لقاء اعلامي عن لوبيات الفساد لم يتحدث بالتدقيق عن الاجراءات التي قام بها وعلى وجه الخصوص ان لاحق، كسلطة اشراف، قانونيا اطرافا محددة وكم قضية قدم. … ثالثا، الاهم من كل ذلك كانت منهجية التهوين من المشكل وفي المقابل عدم الاعلان عن اجراءات حكومية واضحة (من وزارة الصحة او غيرها) للتدخل العاجل تعبيرا واضحا عن العجز. بل لم يتم الحديث حتى عن خلية ازمة تبحث بكل الاشكال الممكنة عن حلول. رابعا، موضوع الصحة موضوع استراتيجي ليس له علاقة بالسياسة الحزبية السكتارية وهو احد مقومات الدولة الاجتماعية في تونس، وكديمقراطي اجتماعي اعتبره خطا احمر حتى اذا تعلق الامر بمنتسب لحليف سابق في التأسيس للدستور وللديمقراطية. خامسا، متى يفهم انصار حركة النهضة انها حزب وليست جماعة عقائدية؟ وان نقد اداء وزرائها لا يتعلق بمؤامرة على الاسلام؟ وانها في السلطة وليست في المعارضة وبالتالي تتحمل ثمن السلطة بسلبياته وايجابيته؟ واخيرا والاهم ان سردية "الضحية" لن تبقى الى الابد البقرة الحلوب التي تؤسس لشرعية الحركة، اذ ان السلطة تستوجب الانجاز.. لا غير. وان الاهتراء الانتخابي اصاب الجميع حتى الاول في الترتيب. أختم: سأبقى اتذكر دائما من تبقى من اوفياء حركة النهضة في التسعينات وعشرية الالفية الثانية في سنوات الجمر وعدد منهم اخوة واصدقاء. كم كانوا في حالة حصار وعذاب. كنت وانا سليل عائلة يسارية-قومية راديكالية من بين من تشبث بحق الاسلام السياسي في الوجود والمساهمة في بناء الوطن حتى اني اتهمت خلال التسعنيات في صراعات وجدالات "الساحة الحمراء" (كلية 9 افريل) اللذيذة رغم كل شيء بأني "خوانجي"... من قبل رفاق شيوعيين وقوميين... فقط لاني كنت ارفض القمع المهول واللاقانوني لسلطة بن علي الاجرامية ضد النهضة وحقهم في التواجد في الجامعة. اولائك الاوفياء كانوا متواضعين يبحثون عن المشترك لا يأخذهم الزهو ولا يرون انفسهم ثلة من كوكبة الصحابة. وكنت اتمنى الزمن الذي يصبحون فيه طرفا مثل البقية يطرح رؤيتهم وبرامجهم التي لم اكن اتقاسمها معهم بل اعتبرها اشكالية للغاية. اتى هذا الزمن. وبمثل الصرامة والاصرار التي تشبثت بها واخرين كثر بحقهم في التعبير والمعارضة والحكم، ساتشبث الان اكثر من اي وقت مضى بنقد ادائهم في السلطة ورؤيتهم وبرنامجهم. اذ ليس هناك صك غفران ابدي لاي طرف يطرح نفسه للسجال السياسي والسلطة فالانجاز.