قرأت بكل اسف ولوعة ما ذكره الرئيس السابق الدكتور المنصف المرزوقي من خيبة امله في المدرسة الوطنية للالكترونيات والتواصل بصفاقص فبعد ان دعته هذه المدرسة الى إلقاء محاضرة علمية تراجعت سريعا في دعوتها معللة ذلك بوقوعها تحت ضغوطات الله اعلم بنوايا اصحابها الحقيقية.. ولكن مهما يكن من امر فان منع هذا الدكتور من القاء هذه المحاضرة واسكات مثل الرجل يعتبر خسارة للعلم ولطلبته في تونس ويا لها من خسارة فمهما اختلفنا مع هذا الرجل فكريا او سياسيا، فلا يستطيع احد من خصومه واعدائه المنصفين ان ينكر انه دكتور وقامة علمية في بلادنا وفي خارج تراب التونسيين فالرجل يدعى لالقاء محاضرات من هذا القبيل في اعرق الجامعات العالمية فكيف يليق ببلاده واهل ترابه يتستغنوا عن ثقافته وعن تجاربه وعن مكتسباته العلمية؟ وعلى كل حال ودون اطالة فاننا نقول لمن تسبب او لمن تسببوا في حرمان طلبة هذه المدرسة من الاستفادة من علم وتجربة هذا الرجل ذي القامة وذي القيمة العلمية انكم مخطئون على طول الخط بالعرض و بالطول وبالتمام وبالكلية فمهما سعيتم لتحطيمه وتهميشه ومنعه من المنابر العلمية فانكم لا ولن تسطيعوا ان تنكروا انه كان تاريخيا اول رئيس للجمهورية التونسية متحصل ومتمتع برتبة دكتور بينما كل الملوك وكل الرؤساء الذين تداولوا على هذا المنصب بدون استثناء لم ينالوا شرف مرتبته العلمية فهل يستطيع هؤلاء الذين منعوه من القاء تلك المحاضرة ان يسحبوا هذه الرتبة من هذا الرجل وان يغيروا تاريخ هذه البلاد التونسية؟ ولما كان الجواب معروفا ولا يستحق بيانه كلمات وحروفا فليتهم يخلون بين هذا الرجل وبين نشاطاته العلمية الجامعية فالرجل طاقة مشهود لها لدى جميع الأوساط العلمية الداخلية والخارجية ولا يغرن خصومه واعداءه الحاقدين انهم اليوم في عالم السياسة متمكنين فاتقين ناطقين وليحذروا عجلة السياسة فهي كما يعلمون تدور وقد تنصف يوما هذا الدكتور وقد نرى ذلك ونحن احياء نمشي على الارض او قد نسمع به ونحن اموات تحت اللحود او تحت القبور