عاجل/ أحداث قابس: رئيس الدولة يفجرها..    وزنه كيلوغرامين: نجاح عملية استئصال ورم لطفلة حديثة الولادة من غزة..    عاجل/ رئيس الدولة يفرجها ويكشف عن اقصاء دولة شقيقة من صادرات التمور التونسية..    الجزائر تعود لتطبيق عقوبة الإعدام بعد 32 عاماً..هذه الجرائم المعنية    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة ساحل الإكوادور    عاجل : الترجي يفتح باب تجديد اشتراكات ''الفيراج'' لموسم جديد...شوف وقتاش و كفاش    الترجي التونسي يواجه الترجي الجرجيسي..التوقيت والقناة الناقلة    المحامي عبد الكريم العلوي: اليوم النظر في ملفات عددًا من موقوفي قابس    عرض على رئيسة الحكومة صورا للمجمع الكميائي بقابس...سعيد :تونس في حرب تحرير ضد الفساد(صور + فيديو)    العدل الدولية تُصدر اليوم حكماً في قانونية منع إدخال المساعدات للقطاع    عاجل: البيرو تُعلن حالة الطوارئ في العاصمة لمدة شهر كامل    سقوط عشرات الضحايا في تصادم بين حافلتين في أوغندا    قريباً تولي تنجم تستعمل PayPal وBitcoin في تونس...شنيا الحكاية؟    ر.م.ع شركة نقل تونس: خطأ بشري وراء حادث اصطدام المترو رقم 3 بالمترو رقم 5    كرة القدم العالمية: على أي قنوات تُبثّ مباريات يوم الإربعاء ؟    التوقعات الجوية لهذا اليوم..أمطار منتظرة..    جريمة غامضة تهزّ ليبيا.. أب وأطفاله ال5 مقتولون بالرصاص داخل سيارة    اليوم : طقس مُمطر بهذه الجهات    قيس سعيد: بلاغ استثناء المغرب من تصدير التمور غير مسؤول يقتضي الواجب مساءلة صاحبه    الكونغرس يلاحق بيل كلينتون في قضية إبستين المثيرة!    رئيس الجمهورية: البلاغ غيرالمسؤول الذي يتضمّن إقصاء إحدى الدّول الشّقيقة يقتضي الواجب مساءلة صاحبه    وزارة الفلاحة تدعو الفلاحين الى اتباع الممارسات الجيدّة لمكافحة الذبابة المتوسطية المتكاثرة على الفواكه    يوم الخميس مفتتح شهر جمادى الأولى 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    مصر.. اكتشاف تمثال ونفق يقرب العلماء من مقبرة الملكة كليوباترا    بوسالم .. وفاة استاذة جامعية إثر سقوطها من الطابق الثاني بعمارة    في افتتاح تظاهرة «عين المحبة» في موسمها الثاني...تكريم المطربة القديرة «سلاف»    مهرجان «الرمّان» بالقلعة الصغرى ..أنشطة رياضية صحيّة، ندوات علمية تاريخية وسهرات موسيقية    نابل : انطلاق موسم جني الزيتون    عاجل: مفتي الجمهورية: الخميس 23 أكتوبر أول أيام شهر جمادى الأولى 1447 ه    التركيز في عصر الألعاب: ماذا يحدث لأدمغتنا أمام الشاشات؟    عاجل/ شملت 25 متّهما: قرار قاضي التحقيق في قضية ضبط 400 كلغ "زطلة" بميناء سوسة    عاجل/ وفاة عون أمن في حادث مرور..    المؤتمر الثامن للطب العام والعائلي: مقاربات طيبة ونفسية واجتماعية للتهرم المتزايد للسكان في تونس    الحمامات تستضيف الملتقى الجهوي الأول للموسيقى بنابل في دورة تحمل اسم الفنان رشيد يدعس    المنستير: انطلاق أشغال مشروع بناء دار الثقافة بقصرهلال بكلفة 4 ملايين و879 ألف دينار    اجتماع وزاري تونسي ليبي للتباحث حول واقع وآفاق التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك    عاجل: نجم تونس حنّبعل المجبري في دائرة الاتهام بسبب تصرّف غريب!    الليغا: ريال مدريد يعترض على إقامة مباراة برشلونة وفياريال في ميامي    الرابطة الأولى: تفاصيل بيع تذاكر مواجهة النجم الساحلي والأولمبي الباجي    القصرين: عملية بيولوجية جديدة لمكافحة الحشرة القرمزية    14 عملا مسرحيا في المسابقة الرسمية لمهرجان مواسم الإبداع في دورته الثالثة    كيفاش تحافظ على زيت الزيتونة ويقعد معاك مدة طويلة؟    عاجل : دراسة صادمة... لحوم البقر والأسماك تسبب أعراض الاكتئاب    بن عروس: الشروع في تأمين عيادات في اختصاص جراحة العظام بالمراكز الوسيطة بالجهة    تأمينات البنك الوطني الفلاحي: رقم الأعمال يزيد ب9،8 بالمائة ويبلغ 136 مليون دينار موفى سبتمبر 2025    تاريخ السرقات في متحف اللوفر: من الموناليزا إلى سطو مجوهرات التاج (1911–2025)    بمناسبة الذكرى 77 لتأسيسها: الخطوط التونسية تطلق عروضا استثنائية لمدة 77 ساعة    عاجل: الخميس القادم...القضاء ينظر في قضية ضدّ المجمع الكيميائي    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي الإفريقي في مواجهة الإتحاد المنستيري    عاجل: حضّروا كلّ الوثائق...التسجيل للباك يبدأ غدوة    تونس تحرز 7 ميداليات في بطولة العالم لل"ووشو كونغ فو للأساليب التقليدية "المقامة بالصين    أصداء التربية بولاية سليانة .. مهرجان circuit théâtre    مواطنة من أمريكا تعلن إسلامها اليوم بمكتب مفتي الجمهورية!    طقس اليوم: سحب أحيانا كثيفة بهذه المناطق مع أمطار متفرقة    دراسة علمية تربط بين تربية القطط وارتفاع مستوى التعاطف والحنان لدى النساء    التوأمة الرقمية: إعادة تشكيل الذات والهوية في زمن التحول الرقمي وإحتضار العقل العربي    عاجل: الكاتب التونسي عمر الجملي يفوز بجائزة كتارا للرواية العربية 2025    لطفي بوشناق في رمضان 2026...التوانسة بإنتظاره    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف الرمادي يكتب لكم : أتَعْرِفُون إلى أيِن سَتأخُذ "النهضة" تونس إذا تَفوَّقَتْ في انتخابات 2019؟
نشر في الصريح يوم 25 - 07 - 2019

للتدليل- على ما افترضته في العنوان من أنّ مصير بلادنا إذا وقعتْ بين يدي النهضة بعد تشريعيّة 2019 سيكون مجهولا- سأعتمد على موقفين مسجّلين بالصوت والصورة لذلك الحَمَل النهضاوي الوديع اللطيف الذي لا يُخْشَى جانبه وقد اخترتُ الحديث عنه إذ من يستمع اليوم لهذا" القَانُونْجِي" وهو يَمْزَح في مواطن الجِدّ ويغنّي بكلّ اللغات وحتّى الألمانيّة فهذا الخفيف الظلّ الذي لا تفارقه العمامة الزيتونيّة فعمامته هي عمامة مشايخ الزيتونة رغم أنّه ليس زيتوني وذلك لأنّ النهضاوي يتستّر بال"كشطة" حتى يكون أقرب للإسلام الزيتوني منه لإسلام الإخوان" كما يستعمل كلّ وسائل الظُرف وأساليبه وخاصة أسلوبه "البلدي" ليتقرّب من الجماهير فينحازون إليه أي لحركته وهذه الحيلة قد انطلتْ على الكثيرين من السياسييّن" السُدَّجْ" فيضعون مورو في خانة من لا يخشى جانبهم و فوق كلّ الشبهات ولا يُؤاخَذُ على ما يصدر عنه لأنّه إسلامي متفتّح في نظرهم.
وقد اخترت مورو انطلاقا من قاعدة و"بضدّها تعرف الأشياء"إذْ
ما سأذكره سوف لن يكون من وراءه أي فائدة أو بالأحرى أي خطورة إذا صدر عن صقر من صقور النهضة على سبيل المثال لا الحصر "اللوز" أو" شورو" أو الهاروني وهل نترقّب منهم أن يقولوا غير ما قاله مورو ؟ لكن أن يصدر هذا الذي سأسوقه عن مورو رمز التفتّح والتسامح والتقارب والانسجام والتفاهم والقبول فهذا له بعده ومغزاه ولا بدّ أن نأخذ منه العبرة ونأخذه مأخذ الجدّ حتّى لا نندم يوم لا ينفعنا الندم وكما نقول بلغتنا الجميلة حتّى لا "نأكل أصابعنا"
فماذا قال مورو؟
كان ذلك عندما أُبْتُليتْ تونس بتلك الهجمة من الوهابيّن والإخوان والذين فُرِشتْ لهم الزرابي الرسميّة واستقبلوا في القاعات الشرفيّة والقصر الرئاسي استقبال الأبطال وكانوا ضيوف شرف على النهضة الحاكمة بأمرها في تونس وجاءوا جميعا لإعانة النهضة على "أسْلمة" تونس في أسرع الأوقات وتخليصها من الكفرة العلمانييّن وانتشالها من رواسب ما خلّفه بورقيبة من ما يتنافى وتعاليم الإسلام .وقعت هذه "الطرفة المأساة " في ذلك اليوم المشؤوم الذي وطئتْ فيه الأرض الطاهرة لوطننا العزيز الأقدام النَجِسة ل"غنيم "وقد فُرِشَتْ له الزرابي عوضا عن الأشواك و لم تتورّع- أنت يا مورو- من التوَدَّد إليه والاسْتِصْغار أمامه فوقفتَ بين يديه ولا يزيد مَقَامُك على وُقوف تلميذ بَلِيد أمام أستاذ جاهل وتوسلتَ إليه في جلسة على انفراد أن لا يَنْشُر الحديث الذي سيدور بينكما وقُلتَ له:" أنا سأتحدّثُ عن واقع سياسي ولا أريد أن ينشر هذا الكلام" لكن كان لهذا النَذْل الذي لا يفي بعهده مزيّة أن سجّل كلامك بالصوت والصورة ونشره حتى نعرف حقيقة هذا الذي أردتَ إخفاءه عنّا يا نائبنا الفَحْل . وقد برزتْ لنا شخصيتك الضعيفة وإهانتك لنفسك عندما قلت لوجدي غنيم "أنا لستُ في مَقام ظُفْر من أظافرك" ولا حول ولا قوّة إلّا بالله أَيَصِلُ بك "التَلْحِيسْ" حتى لا أقول كلمة أخرى إلى هذا الحدّ من الاعتداء على ذاتِك ومقامك؟ كما سَارَرْتَه –لكن كما يقولون في الفرنسيّة كان سرّ بوليشنال- :"أنّ الرسول قد علّمَنا أن نتدرّج في دعوتنا مع الكفّار" وذلك ردّ على تقريع "غنيم "لك وللنهضة للتباطئ في "أسْلَمَةِ "تونس من هم الكفّار يا مورو الذين أوصاك الرسول في التدرّج معهم لإدخالهم في الإسلام فهل نحن نعيش اليوم في تونس القرن الواحد والعشرين أو في صدر الإسلام؟
وكان جوابك على تقريع غنيم لك وللنهضة لأنّها لم تسارع في "أَسْلَمَةْ" تونس أي في غَرْس سموم الخَوْنَجَةِ والوهّابيّة في الشعب التونسي وحَذّرك من التراخي في تحقيق هذا الهدف الذي يترقّبه كلّ "إخوان العالم" للانتقام من التونسيّين وخاصة من بورقيبة حيث لم يغفروا له إصدار مجلّة الأحوال الشخصيّة وظنّوا أنّ الفرصة مواتية لمحوها من الوجود لأنّها غريمتهم الأبديّة إذ حَدَّتْ من سلطان رجال الدين المتزمّتين.لذلك فبمجرّد أن وضعتْ النهضة أقدامها في ركاب الحكم سارع أعداء تونس من الشيوخ الرجعيّين إلى التَهَاطُل على بلادنا حتى تُسَرِّعَ النهضة في تحقيق حُلْمهم بعيدا عن كلّ المفاجئات فكانت إجابتك يا"مورو" على هذا المطلب(الأسلمة) حرفيّا:" نحن لا نرْغَب في هؤلاء نحن نرغب في أبنائهم وأحفادهم –سيّدي الكريم- أبناؤهم عندنا اليوم وبناتهم عندنا اليوم(قَصَدَ السيطرة العقائديّة عليهم) وغايتنا أن نفصل أبناؤهم عنهم ."(انتهى جواب مورو)هذه الخطّة الجهنّميّة لم تصدر عن تكفيري داعشي ولا عن صقر من صقور النهضة لكن صدرتْ عن ذلك الحَمْل الوديع الذي طالما أضحكنا بخفّة روحه وهو يسقينا السمّ في الدسم .كما واصل "مورو" التذلّل أمام أستاذه النذْل قائلا:" المرحل القادمة أصعب من المرحلة السابقة لأنّ مرحلة الشِدَّة تجعلنا ننتبه لأنفسنا ومرحلة الرخاء تغرينا ومرحلة الرخاء نعمة وهي في الحقيقة نقمة فوزارة التربية بين أيديهم ووزارة التعليم العالي بين أيديهم ووزارة العدل بين أيديهم ووزارة الصحّة بين أيديهم فنحن لسنا قادرين اليوم على تغيّر أي وضع لأنّ الآليات التي يمكن أن تتحكّم في هذا الوضع إمّا هي خارج بلدنا أو هي في بلدنا وفي أيدي أعدائنا....(انتهى قول مورو وهنا بيت القصيد) فمن هم أعداؤكم يا مورو؟ هل الذين ما زلت إلى اليوم تضحكهم من خلال المنابر التلفزيّة والتصريحات الإذاعيّة أم تقصد الذين يجلسون أمامك تحت قبّة مجلس الشعب وأنت من أعلى هذا المنبر الطاهر تخدعهم بشطحاتك و فذلكتك و حيلك الخطيرة والذين لولا أنّ" قناعك الهزلي" ما زال يخفي عنهم حقيقتك لما واصلوا الجلوس أمامك تحت قبّة البرلمان وهو أضعف مواقف يتّخدونه منك و لرفضوا رئاستك لجلسات مجلس شعب نعت نوابه بالكفر' و يكون ما يصدر عنهم أضعف الإيمان.
أكتفي بهذا القليل ممّا باح به مورو لغنيم في حوار هو أقرب لِاسْتنطاق أمني سلّطه غنيم على مورو منه لتبادل الأفكار ذلك أنّ "غنيم" أتى إلى تونس بتكليف من الحركة الإخوانيّة العالميّة الصاعدة وقتها لمساندة النهضة على قَلْب نصف قرن من التمدّن والانفتاح والاعتدال إلى ظلاميّة وسيطرة فئة من الشواذ الفكري على حظوظ شعب مرّتْ على أرضه عديد الحضارات.وغنيم يريد هذا التغيّر بأقصى ما يكون من السرعة حتى لا تكون هنالك رجعة وهذا لا يستغرب من "غنيم"الذي لا تصدر عنه إلّا الجعجعة لأنّه لم يَخْبَرْ ثقافة الشعب التونسي ولا الإسلام التونسي المعتدل ولكن الغريب أن ينساق معه "مورو" في هذا الحديث وأن يترجّاه أن يتفهّم وضع النهضة الحاكمة والتي ما زالت لم تسيطر على كلّ الوسائل التي تمكّنها من تغيّر الوضع في البلاد وكان "مورو" في هذا الحديث أعمق من الغنوشي الذي كان سطحيّا عندما قال للتكفيريّن الذي طلبوا منه نفس ما طلبه غنيم من "مورو" "الأمن والجيش ليس في أيدينا" لأنّ قلّة خبرت الغنوشي بالحكم وسطحيّة ثقافته جعلته يظنّ أنّه يمكن التحكّم في رقاب الشعب التونسي بالأمن والجيش. بل كان مورو أبعد نظر من الغنوشي وأعمق تفكير وأخطر منهاجا عندما قال لغنيم أنّ التربية والتعليم العالي والقضاء والصحّة ليست بأيدينا فقد لمس المَخَانِقَ الأساسيّة للسيطرة على أي شعب وتغيّر هويّته فبالتربيّة والتعليم تغسل العقول. وبالقضاء والصحّة تَلْتَفُّ قلوب الشعب حول النهضة إذ هي بهذا الفعل ستسيطر على أهمّ مقوّمات حياته ومصالحه الحيويّة القضاء والصحّة. وهذا فكر إخواني خالص فبالرجوع إلى تاريخ الإخوان في مصر نجد أنّ جمال عند الناصر عندما أراد مهادنة الإخوان وتشريكهم في الحكومة طلبوا وزارة الأوقاف ووزارة العدل ووزارة التربيّة.فقال أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة لو أعطينا للإخوان كلّ هذه الوزارات لصار كلّ الشعب المصري" إخواني بعد سنة "إذا إجابة مورو لغنيم كانت أخطر على تونس من إجابة الغنوشي للمتطرّفين إذ إجابة مورو مرتبطة بالفكر الإخواني الخالص أمّا إجابة الغنوشي فلها علاقة بالجهاز الخاص.
المهمّ من كلّ هذا هو ما قُلتَه –يا مورو- لطمْأنة غنيم من أنّكَ والنهضة تعملون على فصل أبناء الشعب عن آبائهم وأنّكم تعملون على أن تكون التربيّة والعدل والصحّة والتعليم العالي بين أيديكم لتحقيق حلمكم وهي الخلافة وكلامك في هذا الموضوع واضح ولا يمكن أن يكون من نوع ما أخرج عن سياقه فتلك هي سياستكم واعتقادكم الموروث عن الحركة الإخوانيّة وهذا سوف لن يغيّره لا مؤتمر يعقد ويعلن فيه عن الفصل بين السياسي والدعوي ولا لباس يغيّر من جبّة إلى رباط عنق ولا خطاب ينمّق ولا ترشيح نهضويات سافرات في قائماتكم ولا تأكيدكم على التمسّك بالديمقراطيّة بل أنتم ماضون فيه وتأملون أن يكون تمكّنكم الذي لا رجعة فيه بداية من انتخابات 2019 بعد فشلكم في تحقيق أسلمة تونس –كما تدّعون- في المجلس التأسيسي.
هذا بعض من الخطر الذي قد يداهم تونس ونحن نستعدّ الانتخابات تشريعيّة ورئاسيّة في ظرف يجعلني غير مرتاح لهها لأنّي لا أرى شعبا واعيّ بأهمّية هذه الانتخابات ذلك لأنّ المستوى الثقافي والاجتماعي والوعيّ بصورة عامة غير متوفّر للأغلبيّة الساحقة من الناخبين حتّى يميّزوا بين الغثّ والسمين إذلا للنهضة أسلحة لا يمكن للفقراء والبسطاء مقاومتها وهي الاموال التي تتدفذق عليها بكلذ حدب وصوب وخاصة من بنوك الإخوان في سويسة هذه البنوك التي يشرف عليها الإخوان من التنظيم العالمي والتي هي في خدمة كلّ حركة إخوانيّة قادرة على تحقيق الأهداف التي تناضل من أجلها الحركة الإخوانيّة منذ 1928 وهي أسلمة الشعوب وإرجاع الخلافة كما أنّ للنهضة سلاح ولا أمضى وهو تخويف البسطاء من الناخبين بالدين فستتحرّك قوافل الفتات المحجّبات لتطرق على أبواب المنازل وتعلن أنّ ورقة النهضة هي ورقة "ربّي" ومن يخونها ولا يضعها في الصندوق فمصيره جهنّم ثمّ نقول هي انتخابات ديمقراطيّة وشفّافة
لا أرى دور للأحزاب التي تسمّي نفسها وسطيّة واجتماعيّة إلّا القيام بالحملات لتوعيّة الناخبين بخطورة ما هم مقدمون عليه إذا أغراهم مال النهضة أو تخويفهم باسم الدين أمّا البرامج التي يعدّنها ويتفنّنون في صياغاتها ويصرف الأموال على الخبراء لتنميقها فإنّي أقول لهم بلغتنا الدارجة المعبّرة"بَرَاوْ........بها"
(2-2)
أمّا الطرفة المأساة" الثانية فهي موضوع "فيدو" عثرتُ عليه في "الفايسبوك"جاز الله الشيخ" قُوقُلْ" كلّ خير"إذْ ما جاء في هذ" الفيديو" مكمّل لآراء "مورو" في أبناء وطنه ونوع الحكم الذي يتمنّاه لتونس اليوم وهذا الفيديو أَخَرْتُهُ حتّى يرسخ محتواه في أذهان التونسييّن إذ هو أخطر بكثير من الفيديو الأوّل فإذا كان يمكن تسميّة الفيديو الأوّل بلعب هواة أو" لِعْب حُوُمْ" فإنّ هذا الفيديو فهو لَعِب محترفين فقد ظهر فيه "مورو" الحاكم الإسلامي الذي لا يعتمد إلّا على القهر ولا يرى تونس إلّا تحت حكم إسلامي ويدعو النهضة أن لا تفرّط في الحكم بعد أن تمكّنتْ منه وكم تمنيتُ لو استطاع القارئ مشاهدة هذا الفيديو إذ حركات مورو وإشاراته وحماسه المفرط ولهجته الجادة هي مكمّلة للموضوع الذي تَحَدَّثَ فيه فمَشْهَد "مورو "في هذا "الفيديو" مخالفا لما عَهِدْناه عليه من لطف وكياسة وبشاشة ومرح واستِرْخاء وخاصة عندما يريد تمرير"فكرة إخوانيّة" من أعلى منبر مجلس نوّاب الشعب.
يقول مورو في هذا الفيديو ": يبدو أنّ هذه الفرصة فرصتنا أتيحت لنا فرصة لن تتكرّر نحن أمام آلّة حكم فقِيَمُنا التي فقدناها لمدّة طويلة من الزمن ونمط حياتنا الذي عشنا من أجله وتعبنا عليه ودخلنا السجون من أجله يمكن أن يتبخّر إذا فرطنا في آليّة الحكم الذي بين أيدينا(تتغيّر لهجته وكأنّ العبرة تخنقه)لسنا غفّلا حتى نترك آليّة الحكم هذه لغيرنا ونبقى ننتظر حتّى يحصل الوفاق بيننا وبينهم فنحن متشبّثون بكراسينا وماسِكَون بقدراتنا ولن نسمح لغيرنا أن يُنازِعنا فيها. ويواصل مورو":نحن حريصين على إقامة دولة القهر التي من خلالها سيطبّق الإسلام " ومردّ هذا التفكير أيّها السادة وأنا أترك لكم التقيّم شعور قائم فينا نحن السلاميّن أو في جلّنا من كون الإسلام الذي نرغب فيه عيشا وحياة لا يمكن أن يمرّ إلّا عن طريق الدولة وهذا انطباع حاصل لدينا بحكم التجربة التاريخيّة المريرة التي عشناها منذ 11 قرنا أصبحنا نعتقد أنّ الإسلام لا يعيش إلّا بقهر قاهر وحكم حاكم وأنّ هؤلاء الذين يستخفون بسلوك المسلمين (ويشر بإبهامه إلى الجهة اليسرى لا للحضور)والذين يستخفّون بشخصيّة الإسلام ينقصهم حاكم قوي يأتي عليهم ليفقدهم وجودهم لذلك نحن نحرص على إقامة هذه الدولة دولة القهر التي من خلالها سيطبّق الإسلام ورأيتم شعارات مغريّة ترفع في شوارعنا وطرقاتنا ويتقدّمها معمّمون وملتحون ومَشَائخ وعلماء ودعاة كلّهم ينادون بأحقية تطبيق الشريعة الإسلاميّة ويرُومُون أن تطبّق هذه الشريعة من طرف حاكم يحكم الناس قهرا.
ويواصل مورو:"اسمحوا لي أيّها السادة الأفاضل وبحساسياتنا لسنا محقّقينا لإرادة خصومنا فرؤيتنا وأنّ الدولة الإسلاميّة التي نرغب في إقامتها ستبقى دولة منقوصة إرادة وقرارا إذا لم ندرك مَنْ الذين يخطّطون وكيف نفتكّ منهم التخطيط وكيف يمكننا أن...."
هذا المقال ليس ضدّ النهضة لأن النهضة كحزب إسلامي لا يمكن أن تتواجد في الساحة إلّا إذا استغلّتْ الدين واقتدتْ بالإخوان وهي لا يمكن أن تتغيّر ولا أن تتمدّن بجرّة قلم أو بإعلان مكتوب إذ الظروف هي التي تفْرضُ عليها التشكّل في أشكال مختلفة إلى أن تتمكّن فهل يمكن أن نَعِيب على حزب يعلن أنّه إسلامي أن لا يستغلّ الإسلام ؟. إذا ما هو الهدف من هذا المقال ؟الجواب هو رسالة لمُجَدِّدِي العهد مع النهضة نسألهم أين ستأخذون تونس 2019 "لأنّه أن تكون النهضة متواجدة في المشهد السياسي بحجم ناخبيها فهذا لا يمكن أن يناقش فيه أحد وقد استطاع السبسي أن يقنع الكثيرين بهذا الواقع وأن يُكَوِّن بها أغلبيّة برلمانيّة نظرا لحجمها النيابي وتحقّق ذلك بسبب"بلاهة "بقيّة الأحزاب المدنيّة الوسطيّة التي لم تقبل أن تساهم في حكومة الصيد فهذا لا يناقش فيه إلّا جاهلا أو معاديا للباجي أمّا بعد أن انْكشفَ تنكّرها للباجي في أصعب الظروف وهو سلوك إخواني متعارف "تَمَسْكِنْ حتّى تِتْمَكّن"ّ فَيُجدّد معها العهد خِيرةُ نخبنا في البرلمان بدعوى مساندة الشاهد ويلتقون مع النهضة ونحن على أبواب انتخابات كنّا نأمل أن تحصر الأحزاب الوسطيّة الاجتماعيّة النهضة في أدنى حجم لها وهو روح التنافس السياسي فهذا ما اعتبره خطرا على تونس ما بعد 2019 إذ الإخوان ليسوا أشخاص بل الإخوان أفكار والأفكار لا تموت أي النهضة لا تتغيّر وفعلا بعد الهزيمة التي ألحقتها النهضة بالباجي حيث تخلتْ عنه بعد أن مصّته مثلما تمصّ النحلة رحيق الزهرة وتتركها ذابلة فُوجِئتُ بعنوان في إحدى الجرائد وهو "حكومة يوسف 3...أو تروكا الشاهد والغنوشي ومرزوق"فإذا كان الباجي ودهائه وقوّة كتلته بعد 2014 مصيره ما لا يحسد عليه اليوم من عزلة وتنكّر النهضة له بعد أن أنقضها فماذا سيكون مصير الشاهد ومرزوق ومن ورائهم والمهمّ ماذا سيكون مصير تونس لو "لا قدّر الله" تفوز النهضة بالأغلبيّة البرلمانيّة ؟ فهل اختياري لمورو الحمل النهضاوي لإظهار أبعاد فكر الإسلام السياسي كاف ليراجع هؤلاء مواقفهم قبل فوات الأوان وقبل أن "يُوْحَلْ المنجل في القلّة".؟
وخلاصة آراء مورو الذي يعتبر رحمة بالنسبة لغيره من النهضويّن والذي تعتبره الأغلبيّة حمل وديع وحمامة سلام هي بمَنْطُوق أقواله بدون تحليل ولا تأويل ولا إخراج لها عن سياقها أنّ النهضة عندما تحصل على الأغلبيّة ستعمل بالقواعد الآتية
أ- "أنّ الرسول قد علّمنا أن نتدرّج في دعوتنا مع الكفّار"
ب- "نحن لا نرغب في هؤلاء نحن نرغب في أبنائهم وأحفادهم –سيّدي الكريم- أبناؤهم عندنا اليوم وبناتهم عندنا اليوم(قَصَدَ السيطرة العقائديّة عليهم) وغايتنا أن نفصل أبناؤهم عنهم ."
ج- نحن حريصين على إقامة دولة القهر التي من خلالها سيطبّق الإسلام "
ه -لسنا غفّلا حتى نترك آليّة الحكم هذه لغيرنا ونبقى ننتظر حتّى يحصل الوفاق بيننا وبينهم فنحن متشبّثون بكراسينا .
و- الذين يستخفّون بوجودنا ويستخفون بشخصيّة الإسلام ينقصهم حاكم قوي ليفقدهم وجودهم.
فإذا كان هذا موقف مورو من الحكم وموقع النهضة والإسلام السياسي الإخواني منه فعلى ما أنتم مقدمون يا من جددتم العهد اليوم مع النهضة ؟فالحركة على لسان أبرز قادتها ومنظّريها لا ترى في الحكم شراكة ولا توافقا بل هو الحكم الإسلامي القاهر المطبّق للشريعة وقد قال في مكان آخر الحكم المُحْيِّ للخلافة الإسلاميّة من جديد. فإلى أين ستأخذون تونس بعد 2019 يا شاهد ويا مرزوق ويا بن مصطفى ومن لفّ لفّهم؟ أبَعْدَ أن حمدنا الله أن جاءت الأيام لتظهر "للباجي" خطأه وحقيقة النهضة ويَثُوبَ عن ذنبه تَأْتون اليوم لتجدّدوا العهد مع الحكم الإسلامي القاهر الذي سيَفْصِل أبنائنا عنّا و يفقدنا وجودنا بصريح عبارة ألطف وأنعم قادة النهضة مورو؟ يقول تعالى:
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ"
هذا بعض من الخطر الذي قد يداهم تونس ونحن نستعدّ الانتخابات تشريعيّة ورئاسيّة في ظرف يجعلني غير مرتاح لها لأنّي لا أرى شعبا واعيّ بأهمّية هذه الانتخابات و كذلك لأنّ المستوى الثقافي والاجتماعي والوعيّ بصورة عامة غير متوفّر للأغلبيّة الساحقة من الناخبين حتّى يميّزوا بين الغثّ والسمين إذْ للنهضة أسلحة لا يمكن للفقراء والبسطاء مقاومتها وهي الأموال التي تتدفّق عليها من كلّ حدب وصوب وخاصة من بنوك الإخوان في سويسرا هذه البنوك التي يشرف عليها الإخوان من التنظيم العالمي والتي هي في خدمة كلّ حركة إخوانيّة قادرة على تحقيق الأهداف التي تناضل من أجلها الحركة الإخوانيّة منذ 1928 وهي أسلمة الشعوب وإرجاع الخلافة كما أنّ للنهضة سلاح ولا أمضى وهو تخويف البسطاء من الناخبين بالدين فستتحرّك قوافل الفتات المحجّبات لتطرق على أبواب المنازل وتعلن أنّ ورقة النهضة هي ورقة "ربّي" ومن يخونها ولا يضعها في الصندوق فمصيره جهنّم ثمّ نقول هي انتخابات ديمقراطيّة وشفّافة
لا أرى دور للأحزاب التي تسمّي نفسها وسطيّة واجتماعيّة إلّا القيام بالحملات لتوعيّة الناخبين بخطورة ما هم مقدمون عليه إذا أغراهم مال النهضة أو تخويفهم باسم الدين أمّا البرامج التي يعدّنها ويتفنّنون في صياغاتها ويصرف الأموال على الخبراء لتنميقها فإنّي أقول لهم بلغتنا الدارجة المعبّرة"بَرَاوْ........بها"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.