لا أدري كيف سأصف هذه العرض " المجنون " بأتم معنى الكلمة لحفل اختتام مهرجان بنزرت الدولي ( 17 أوت 2019 ) الذي أثثه أمام ما يزيد عن 8 آلاف متفرجا من كل الشرائح الاجتماعية وبحضور والدة صابر رباعي… قلت لا أدري كيف سأصف هذا الحفل المجنون يكل القياسات و المقاييس و لا أدري حقّا من الطرفين انتشى أكثر؟ هل هو صابر رباعي الذي كان في قمّة النخوة والاندماج والفرح؟ أم الجمهور الذي انخرط منذ الوهلة الأولى في أجواء الحفل؟ و كأنّه على يقين و أن صابر رباعي الفنان والانسان سيقدم له طيلة السهرة أفضل ما عنده وأجمل ما في ألبوماته من أغانيه المختلفة و بالفعل أمام كل هذه الأجواء الحميمية بين أمير الطرب و محبيه لا يمكن إلاّ كما وصفتها بالليلة المجنونة التي جنّ فيها الجميع بلا استثناء بما فيهم صابر رباعي الذي غنّى كما لم يغنّ من قبل. انطلقت السهرة مع الساعة العاشرة والنصف ليلا بقيادة الميسترو قيس المليتي و بأغنية " تمنيت " ثم " يا عسل يا كلك سحر " و " ببساطة " لينخرط معه الجمهور تمايلا و تلويحا و رقصا و الزغاريد يتردّد صداها في فضاء مسرح الهواء الطلق ببنزرت معلنا زمن الفرح و السعادة و ليواصل صابر صولاته و جولاته ب " أجمل نساء الدنيا " ليلهب الحضور من جديد و تتمايل الأجساد على ايقاعاتها الجميلة و تصرخ الحناجر بما أوتيت من قوّة ليهديهما صابر " على نار " و " ألف سلام عليك " و " عزّة نفسي " ثمّ يقدم لجمهوره أغنيته الجديدة " مغيار " ليموج و يهيج الجمهور و " تتقطع به السلاسل " و لم يعد الحضور يعي ما يفعل رقصا و صراخا و تصفيرا و زغاريد و تلويحا بالأيادي و ليتحفهم صابر مجددا بأغنية " خلوني معاها هي " و يا دلولة " و " برشة.. برشة " و " أجمل حاجة " و " ما تبكيش " و عشير عمري " و " الطفلة العربية " و "و لا كلمة " و " يا اللي جمالك" و الجمهور في بين نشوة و نشوة من خلال هذه الألحان و الأغاني و الحضور الركحي المتميز لصابر رباعي. الذي كان في " نهارو " حيث كان ينتقل من أقصى الركح لأقصى الجهة الأخرى منه مصافحا مرّة و مخاطبا جمهوره من حين لآخر بقوله " خمس و خميس عليكم " و " أنا ما تعبتش و هل أنتم في فورما لنواصل السهر " صابر لم يكتفي بأغانيه بل غنّى لكل من الهادي الجويني " حبك يتبدل يتجدد" و " اليوم قالتلي زين الزين " و " أول نظرة " و كذلك غنّى لسيدي علي الرياحي " " قالتلي كلمة و عاودتها " و " تكويت " و " بيت الشعر " ليفاجئ صابرالجمهور بمتابعة والده الحفل و يحييها و يقبّل جبينها و هي من جانبها تطوق جيده بقلادة من الياسمين و ليهديها و للجمهور أيضا أغنية " يا ريتك يا أمي تجيني " لتصل رسالة برّ الوالدين إلى كل الحضور الذي تأثر بذلك و ليعود أمير الطرب إلى صولاته و يغني لجمهوره " أتحدّى العالم " و " صيد الريم " و و يختتم حفله ب " سيدي منصور " و " با بحري "... لنعود إلى هذا الحفل المجنون و هذه الليلة المجنونة بامتياز و جنون صابر و جنون الجمهور و جنون الجميع حتّى بعض الإعلاميين فقد جنّ جنونهم فأطلق البعض منهم العنان للرقص و المرح و الغناء خاصة من صف الفتيات و النساء لتكون سهرة من أفضل سهرات مهرجان بنزرت الدولي و على كل المستويات تنظيما و حضورا و غناء و جوا منعشا و ستبقى هذه السهرة المجنونة في البال و لا و لن تنسى هوامش : *كان الحضور مكثفا للجهات الرسمية من بعض الوزراء و السلط الجهوية و المحلية و السياسيين و مدراء الإدارات الجهوية و لم يعرف لمثل هذا الحضور نظير خلال العروض السابقة... *كانت والدة صابر رباعي من بين الحضور الذي واكب حفل ابنها صابر الذي قدم لها التحية و قبلها من جبينها وهي بدورها أهدته قلادة من الياسمين تحت تصفيق الحضور. *في بداية السهرة تم تكريم جمعية المضرب الذهبي ببنزرت حيث اعتلى كل عناصر المتحصلين على المراتب المتقدمة وصلت إلى 47 جائزة ذهبية و هي بادرة تذكر و تشكر و تحسب لفائدة هيئة المهرجان. *كلمة شكر نسوقها إلى طواقمنا الأمنية بمختلف أسلاكهم من شرطة و حماية مدنية و كل اللجان الساهرة التنظيم داخل المهرجان على كل المجهودات التي بذلوها طيلة المهرجان ليسود الاستقرار و الطمأنينة لتكتمل الفرحة في جوّ نظيف بعيد أن أي شائبة. *شكرا للهيئة المديرة التي استجابت لطلب الاعلاميين بتخصيصها مكانا للإعلاميين فيه كل الظروف المريحة للقيام بواجبهم الاعلامي و مواكبة السهرات. فقط نتمنى أن تعيد هيئة المهرجان النظر في إشارات الدخول لتعود إلى ما كانت عليه و تخول الدخول لمرافق إضافة إلى الإعلامي...