من طرائف "الفايس بوك" أكثر من صفحة أنشأها تونسيون تحت عنوان "اعتصام القصبة 4: من أجل عودة رولا ابراهيم"، تضم إحداها أكثر من ثمانية آلاف معجب بهذه الإعلامية السورية التي بدا عليها التأثر وهي تودع المشاهدين في آخر حلقة من برنامج "الحصاد المغاربي" من تونس، فقرر "التوانسة" تنظيم اعتصام في القصبة هو الرابع للمطالبة بعودتها إلى تونس وكتبت تعليقات طريفة على هذه الصفحات من بينها "رولا ابراهيم: خيار المستقبل، معها بدأنا، ومعها نواصل"... هذه الصفحات الفايسبوكية الطريفة تختصر مشاعر الإعجاب بإعلامية الجزيرة، فوصفت بالمذهلة، وكتب أحدهم بأنه يعجز عن تغيير المحطة التلفزية كلما أطلت "رولا ابراهيم" على شاشة الجزيرة... اتفق الجميع على أنها جميلة الجميلات، حضورها وفصاحتها آسران، ولكنهم ممتنون لمحبتها لتونس التي أظهرها إعلانها عن آخر حلقات "الحصاد المغاربي" من تونس... كانت متأثرة لأنها سترحل مع الجزيرة عن تونس لأسباب مازالت غامضة، ولذلك جاء قرارهم الطريف بالاعتصام بالقصبة... لا شك في أنه كتبت لرولا ابراهيم ولادة أخرى وهي تكتشف كل هذا الحب من التونسيين المتطرفين في مشاعرهم، يحبون دون حساب وحين ينفرون لا يمكن لي قلوبهم مهما كانت المغريات والضغوطات... ولأن "رولا ابراهيم" الجميلة، متواضعة أمام الكاميرا، حصدت اعتصاما "قصباجيا" مفترضا... لم نسمع "رولا ابراهيم" يوما تتحدث عن تلفزتها (الجزيرة)، وصحافييها، ومعديها، و ضيوفها من أساتذتها ومريديها ومشاهديها... تتكلم باسم الجمع متخفية في ثنايا مهنيتها، فنالت تقدير المشاهدين... في المقابل تظهر إحدى "المقدمات" عندنا، ب"أناها" المتضخمة، فتنسب كل شيء إلى نفسها بما ذلك "عساس التلفزة"، ولسان حالها يقول "إش يا ذبانة ما ثمة في الدنيا كان آنا"، تظهر بشكل كاريكاتوري مستفز، فكانت النتيجة دائما اتصالات هاتفية تنهال على إدارة التلفزة احتجاجا على الحضور المنفز لهذه المنشطة، المنتحلة للصفة الصحافية... الفرق بين "رولا ابراهيم"، والثانية هو الحرفية في التعامل مع الكاميرا التي قد تنقلب في أية لحظة لتصبح نقمة على من تسلط عليه من الملهوفين والملهوفات على نجومية الفرد الأوحد الأول الأجمل الذي لم يجد الزمان بمثله... الفرق بين منتحلة الصفة عندنا وصحافية الجزيرة هو أن الجمهور يعلن اعتصاما افتراضيا من أجل عودة رولا ابراهيم، ويطمئن باله كلما غابت الثانية عن الشاشة... التقديم التلفزي هو أيضا فن، وكم من منشط غاب عن تلفزتنا فلم يفتقده أحد... بماذا تفسرون حديث الناس إلى اليوم عن "نجيب الخطاب"؟؟ يفتقدونه، ويسألون إلى اليوم عن أسباب رحيله المفاجىء فكثرت "الخرافات" كالعادة وظل "نجيب الخطاب" رمزا في قلوب الكثيرين... وآخرون يمرون جيئة وذهابا في أروقة التلفزيون دون أن يتركوا أثرا اللهم غبار خطاهم المتعثرة...