خلال استضافته على أمواج إذاعة "إ . ف . م" يوم الاثنين 30 ديسمبر الحالي للحديث معه حول الوضع في ليبيا والتطورات الأخيرة التي تشهدها أرض الميدان بعد إعلان تركيا عن قيامها بتدخل عسكري وشيك ضد المشير خليفة حفتر الماسك بزمام الأمور في المنطقة الشرقية ، قال أحمد ونيس السياسي والدبلوماسي المعروف بأن القراءة السياسية الهادئة والبعيدة عن التشنج وعن الميولات الايديولوجية تذهب إلى أنه من حق الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا التي على رأسها السراج أن تستنجد بحلفائها وأصدقائها حينما تشعر بالخطر لذلك فإنه من الطبيعي أن يستنجد السراج بتركيا بعد أن تنصل حفتر من كل التعهدات وأصبح يمثل تهديدا كبيرا للسلم في ليبيا وحتى نفهم الوضع السياسي والعسكري في ليبيا علينا العودة إلى ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الذي انعقد في تونس في موفى شهر فيفري من العام الحالي وبحضور الجميع بما فيهم الجانب المصري حول تسوية سياسية للملف الليبي وحل الاشكال في مؤتمر حدد في شهر ماي 2019 غير أن الذي حصل والذي أدى إلى تأزم الوضع وعودة الجميع الى نقطة الصفر هو الخرق الكبير الذي قام به حفتر حينما أعلن الحرب على حكومة السراج في شهر أفريل الماضي وقد كانت هذه الخطوة العسكرية غايتها التنصل والتحلل من كل اتفاق حول حل الموضوع سلميا وهدفها عدم استكمال المسار الدبلوماسي الذي تم الاتفاق عليه . ويضيف أحمد ونيس فيقول : أنا لا اعتقد بأن الحرب التي يخشى وقوعها الجميع سوف تكون حربا أهلية بين ليبيين وإنما هذه الوشيكة سوف تكون حرب بالوكالة وحرب بين مرتزقة حيث هناك قرائن على أن القوى المتصارعة ليست ليبية إذ يتواجد مع المشير حفتر مرتزقة من روسيا تعدادهم حوالي 1000 مقاتل ومرتزقة تشاديين في حدود 500 مقاتل ومثلهم من السودانيين وبالتالي من يقاتل مع حفتر أكثرهم من المرتزقة ويعملون بالمقابل لذلك فإن تدخل تركيا إلى جانب حكومة الوفاق الوطني له ما يبرره هو تدخل مشروع من وجهة نظر السراج وهو تدخل من أجل تعديل التوازن العسكري وإرجاع الأمور إلى طاولة الحل السياسي بعد تهرب حفتر منه. يقول أحمد ونيس : أعلم أن هذا الكلام لا يعجب الكثير من قادة الأحزاب السياسية في تونس التي صدر عنهم مواقف من منطلق إيديولوجي وعدائي لتركيا ولكن القراءة السياسية الهادئة والتي تتماشى مع الموقف الثابت لتونس والذي كان دوما منحازا إلى الشرعية الدولية وإلى الحياد الإيجابي وليس السلبي يعتبر أنه من حق السراج أن يستعين بالقوى الصديقة والحليفة له وأن يستنجد بتركيا لتحقيق التوازن العسكري مع الجيش الوطني الليبي للمشير حفتر وأن تركيا من خلال تدخلها العسكري لا ترمي إلى حل عسكري ينهي المشكل الليبي لأني أعقد أن الوضع في ليبيا يتجاوز الخلاف بين السراج وحفتر وهو أعمق بذلك بكثير وهو معقد يشكل كبير وتتداخل فيه عدة عوامل كانت دوما تمنع قيام دولة موحدة في ليبليا لذلك فإن الغاية من الاستعانة بالقوات التركية هو من أجل استعادة التوازن العسكري والسياسي في ليبيا لا غير وإرجاع الفرقاء إلى الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي وسياسي.