-1- كان الحمار يمر امام الاسد ولا يتعرض الى اذى وهكذا تعود فاصابه الغرور واسقط هبة سيد الغاب دون سبب يذكر ولم يعد يعطيه ولو وقية من الرهبة او الاحترام او التقدير ....وبلهجتنا العامية – اسقطه من عينه – وكان للحمار مرآة في زريبته فكان ينظر فيها كل يوم فيرى صورته وقد تحولت الى اسد ....وتمادى في ذلك وليتحقق من صورة المرآة وصورة خياله خرج ليطبق صولته على اعضاء عناصر قطيعه فكان له ذلك ..وطور حاشيته احتراما في هرمه ومروءته لما كان جحشا يافعا فرفعوا من شأنه وسيّدوه وحرروه من قيوده حتى يؤمن لها الحراسة من الذئاب والكلاب وتماديا في الشموخ والسيطرة تمادى في احتلال تعاطف المحيطين به وخاصة الاتانات من جميع الاعمار من سلالته ...ثم فجأة عاد الى المرآة لاستجلاء درجة علوّ اخرى ..ولما لم يحس برفعة جديدة في مقامه خرجت منه صرخة ، نهيق مدوي ،فسقطت المرآة على الارض فتهشمت وتهشمت معها احلامه ...فسقط مغشيا عليه ... -2- حتى اذا كان في الحياة العامة او الخاصة كثير من الاجواء المُغْبرّة والحالكة سوادا ويأسا فبالصبر وقوة التحمل تولد شحنات الامل والضياء والشموخ وعودة الحياة ولو ضئيلا فضئيلا وقليلا فقليلا وهذا يبنى الامل ويشع النور حتى يعم ويذوب امامه الظلام شيئا فشيئا حتى يذيبه نهائيا والصابر من يتخذ منه قاعدة لحياته المستقبلية ليضيئها من كل الارجاء ويكسب بها الصعود الى الرقي من فجر الى ضحى الطموح البكر والى الوضوح الساحر ليسود متواصلا من اجل الانفراج والشفاء الشامل على طول ايام الغد المليء بالامال. واختم باحد الكلمات الشاعرية الرائقة لاحد المبدعين: "النفس الحبلى بالامنيات صارت حيرى لا تدرك معنى للحياة و لا تدرك معنى للممات عام بعد عام يولي و ما نزال نحيا بالامنيات اختلطت امنيات كل عام حتى عدنا لا ندري في اي عام نحن من الامنيات طال بنا الزمان في ليل حالك نحيا ياليال الحياة اقمارك هي الامنيات ذكرياتي كتبتها في كل ساعة مرت من زمانك... الذي لن يعود و لن يعيد الذكريات وساظل اصلي دوما فياليل اسود كما تشاء فلا ابالي لا ابالي لان نوري ينبع من نبراس نور رب السماوات...."