سيطر خبر مقتل "أسامة بن لادن" على حديث الشارع التونسي يوم أمس، واختلفت ردود الفعل كالعادة بين متشف ومستنكر لنهاية هذا الرجل "الأسطورة" الذي شكك الكثيرون في وجوده أصلا على مدى سنوات من الأحداث الموجعة التي قيل إنه محركها وموقدها تحت شعار "الجهاد في سبيل الله"، والتسجيلات الصوتية التي نسبت إليه... انتهى "أسامة بن لادن" حسب الرواية الأمريكية في عملية أرضية شارك فيها حوالي 25 جندي من القوات الخاصة الأمريكية بالاشتراك مع بعض العناصر من المخابرات الباكستانية في قصر كان يختبئ فيه في باكستان... قتل رصاصا بعد معركة حامية وخرج الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ليتبجح بهذا الإنجاز_الطعم الذي سيحاول من خلاله إغواء شعبه في حملته الانتخابية الجديدة... انتهى "أسامة بن لادن" في مواجهة أمريكية خاسرة بعد سنوات من الرفض لهذه الدولة الامبريالية، وكان يمكن أن يكون "بن لادن" رمزا للعدالة لو لم يرتد ثوب الإسلام ولم يحول معاركه إلى الجهاد في سبيل الله... فأمريكا لا تفرق في ظلمها بين الأديان... هي الدولة الامبريالية الراعية للكيان الصهيوني، تحرض على العنف وتتحدى المنظمات الحقوقية لتعيث في "أرض الله" فسادا... احتلت العراق تحت غطاء وجود مفترض لأسلحة محظورة دولية... وبهذه الأسلحة اغتصبت أرض دجلة والفرات و"ذبحت" صدام حسين في يوم عيد إضحى لا ينسى وهي مستعدة للتدخل في كل أرض عربية متى وجدت فيها ما يمكن اغتصابه من ثروات بيترولية... كان يمكن أن يكون "أسامة بن لادن" تشيغيفارا جديد لو ارتفع بقضيته وسما بها... انتهى "أسامة بن لادن"، الذي مازلنا نشكك في وجوده أصلا، تماما مثلما تستفزنا رواية قتله على يد الأمريكان التي تطرح الكثير من الأسئلة... قتل أسامة بن لادن في مسرح أحداث يضج بالممثلين، فمن نصدق؟؟ هل نترك للتاريخ الفرصة ليقول الحقيقة حتى وإن صدق القائلون "ممل هو التاريخ إذا خلا من الكذب"؟؟ قتل "أسامة بن لادن" هكذا أعلن "الأمريكان" الذين جعلوا من هذه الأسطورة تعلة لضرب المسلمين في كل مكان بعد أحداث ال11 من سبتمبر، ودخلوا باكستان للإطاحة بنظام طالبان أمام صمت متواطئ من المنظمات الحقوقية... بعد "بن لادن" من سيكون كبش الفداء في أمريكا؟ بماذا وبمن سيبررون "غزواتهم"؟؟ نخشى أن يطلعوا علينا بعد أيام قليلة ليقدموا لنا رواية أخرى بعد أن يدحض "أسامة بن لادن" ما قيل بتسجيل صوتي يقول فيه إنه مازال حيا ويتوعد أمريكا بضربة أخرى تصيبهم في مقتل... تلك هي الأسطورة التي تفلت من كل منطق... وأسامة بن لادن كان فعلا... أسطورة...