تناقلت وكالات الانباء خبرا مفاده التوجه من طرف سلطات المملكة العربية السعودية (وهي بلاد الحرمين الشريفين) صوب عدم تعليق شعيرة الحج لهذا العام ونسال الله تبارك وتعالى أن يتحقق هذا الامل بالنسبة للمسلمين الذين شعروا بحزن شديد طيلة الفترة الماضية التي علقت فيها العمرة والزيارة وحد د عدد من يؤدون الصلوات الخمس والجمعة والعيد في الحرمين باعداد قليلة عملا بمقتضيات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي التي فرضتها جائحة الكورونا نسال الله العافية والسلامة. * في هذا العام سيقع تخفيض عدد الحجيج سواء من داخل المملكة أو القادمين من خارجها( البلدان الإسلامية والبلدان التي يعيش فيها مسلمون) وهواجراء وقع العمل به منذ سنوات لاسباب غير الكورونا وهي الإكتظاظ والزحام الشديد ومحدودية مساحة مكان الحج وزمان الحج والقيام بالتوسيعات المتوالية والتي البعض منها لايزال جاريا، وقد تفهمت ذلك البلدان الإسلامية ووقع تحديد 1000 حاج على كل مليون ساكن بالنسبة لكل دولة. *جاء هذا التراضي في شكل قرار اتخذته منظمة التعاون الاسلامي ( منظمة المؤتمر الاسلامي سابقا) على مستوى وزراء خارجية الدول الإسلامية و قد اتخذ هذا القرار لما كان السيد الحبيب الشطي امينا عاما للمنظمة وفضيلة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة امينا عاما لمجمع الفقه الاسلامي الدولي رحمهما الله. فقد كان لهما دور في اصدار مثل هذا القرار المعلل المدلل شرعيا وظرفيا. *وهذالعام والعالم كله تهددته جائحة الكورونا تهدد ت غير المسلمين وتهددت المسلمين تهددت صحتهم وسلامتهم ووجب عليهم مثل غيرهم أن ياخذوا بالاسباب وان ينفوا عن أنفسهم كل ضرر وان لايلقوا بايديهم إلى التهلكة وان لايتسببوا في الضرر لالانفسهم ولالغيرهم خصوصا وانه لحد الساعة لم يقع اكتشاف لقاحات تقي من الاصابة بالكورونا وان الوقاية الوحيدة من الكورونا هي في الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والنظافة ثم النظافة. * ولا ينكر احد ما في الحج من ازدحام وزحام وتراص وتدافع واحتكاك ووو مما لم ينفع معه توجيه ولاارشاد وياللا سف الشديد فامكانية الانتكاسة لاقدر الله واردة إذا كانت اعداد الحجيج مثلما كانت عليه في ما مضى من السنوات .ولو أن اعداد الحج بذلك المستوى اصبح مستحيلا تقريبا لان ذلك كان يتم في الظروف العادية قبل اشهر وبتنسيق بين السلطات السعودية وكل دولة من الدول الإسلامية على حده وما يقتضيه من مدة زمنية كافية. *و في الحج جهد ومعاناة وهو ضرب من ضروب الجهاد.. وما بيننا وبين موسم الحج اقل من شهرين واعداد الحجيج في الظروف العادية تتجاوز المليونين ان لم تصل إلى ثلاثة... لااخال ان كل البلدان إلا ستتجاوب مع إجراء تخفيض عدد الحجيج هذا العام نظرا لمخاطر وباء الكورونا التي لاتزال قائمة واعداد المصابين بها ولو كانت تحت السيطرة في مكة والمد ينة وجدة لايستهان بها ومخاطر العدوى واردة. ولذلك فان الاكتفاء بعدد محدود من الحجيج من داخل المملكة ومن خارجها هو ما يقتضيه الظرف الصحي الطارىء هذا العام والذي ندعو الله أن يقع تجاوزه وتعود الامور إلى مجراها الطبيعي في ما يأتي من السنوات وماذلك على الله بعزيز.. *ان الإكتفاء بعدد محدود من الحجيج لهذا العام هو عين ما تقتضيه تعاليم الشريعة السمحة المبنية على درء المضرة والمفسدة والمحافظة على العافية والصحة والسلامة عملا بقوله جل من قائل( ماجعل عليكم في الدين من حرج) وقال عليه الصلاة والسلام ( لاضرر ولاضرار)المهم هو أن لايعلق ركن الحج والمهم هوأن تقام مناسكه ولو باعداد اقل من السنوات الماضية ولعل الله تبارك وتعالى بهذا العدد من الحجيج يستجيب لدعائهم فيخفف على المسلمين وعلى الناس مانزل بهم فيعافيهم من وباء الكورونا ويعيد عليهم ما الفوه كل عام من شد للرحال لاداء خامس اركان الاسلام والحج إلى بيت الله الحرام فانه سبحانه وتعالى سميع مجيب لطيف رحيم بعباده. *والحج هو احد اركان الاسلام الخمسة. والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. والحاج يخرج من ذنوبه كيوم ولدته امه .كل ذلك وغيره حق إلا أن الله تبارك وتعالى الرحمان الرحيم بعباده جعل هذا الركن لايجب على المسلم إلا اذاتوفرت فيه وله الاستطاعة مصداقا لقوله جل من قائل( ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) والسبيل الزاد والراحلة والصحة والعافية والامن والسلامة. *ولا أخال المجالس العلمية الشرعية والمجامع الفقهية وهيئات كبار العلماء والمفتين والعلماء إلا مراعين لواقع هذاالعام وهو واقع استثنائي .لااخالهم إلا مواكبين لهذا الظرف الذي تمربه الانسانية جمعاء والمسلمون جزء منها . لااخالهم الامقدمين للمسلمين ما يطمئن قلوبهم مثلما فعلوا ذلك مع صلوات الجماعة والجمعة وصلاة القيام وصلاة العيد مقدمين التيسيرات المبررة والمدللة شرعيا عملا بما وجه به الله عباده المؤمنين ( يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر) وما وجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال لصاحبيه ( يسرا ولاتعسرا...)والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.